آن لي أن أنسى
أن أطوي صفحات الماضي الأليم
أن أضرب قلبي الضعيف عرض الحائط
آن لي أن أضرم النار في أرجاء ذاكرتي، لأحرق كل ما فيها
وأن أرسم ابتسامة على وجهي العابس
آن لي أن أمحو كل ملامح الألم
والحزن والهزيمة والندم
وأن أمزق كل أوراقي، ودفاتري المخربشة
ورسائلك المليئة بالكذب والرياء.
سأبدأ من جديد وأعود إلى نقطة البداية
ولكن هذه المرة من دونك يا سيدتي
ومن دون سحر عينيك الخدّاع.
سأتخلى عن قلبي إذا رفض التصخّر
وسأزرع الورود مكان أشواكك
وأقابل ريح عواطفي بالأعاصير الهائجة.
سأزلزل كل أرض تذكرني بك
سأقتل كل عصفور يشدو لك
سأخطف القمر إذا لمع كعينيك
وسأحرق الشمس إذا تركت رونقاً فتـّاناً فوق خصل شعرك التائه.
من الآن وصاعداً يا سيدتي
قصائدي لن تكتب لك
ولن أرتشف حبك مع قهوة الصباح
ولن أغتسل بحمرة شفاهك المتسلّطة
ولن أمزج لك حفيف الشجر بدمائي
لأنسج لك أروع الأغنيات.
من الآن يا سيدتي
رسمت لنفسي وطناً جديداً، خارطة جديدة
ونقلت خط الاستواء من فوق خصرك المجرم
ونفيت مشاعري تجاهك إلى حيث لا عودة
ونفيتك معها إلى أرض الخائنين.
هل تعلمين؟؟
ما عاد حبّك يضنيني، ولا عيناك تشغلني
واعلمي أنني مللت من عدّ نجمات السماء
ومن السفر بأفكاري إلى علياء الفضاء
ومن رسم وجهك فوق كل دفاتري
ومن حفر أولى حروف اسمك على كل شجرة أصادفها وفي محيطات أشواقي
أو في جسدي المبارك من نعومة يديك.
واعلمي يا سيدتي بأنني آخر منفىً تلتجئين إليه
وليكن صدري لك كحائط المبكى
تذرفين عليه أكثر الدموع ألماً ومرارة
ستكون دموع الندم والتوبة والتوسّل
وسأمسحها بيديّ المتعبة من نزع الأشواك
وعندها ستنقلب بيننا الأدوار.
ولكنني لن ألعب مثلك دور المتسلّط
كما أنني لن أكون ثانيةً ضحية عينيك
لا لن أكون…………………………
مواقع النشر (المفضلة)