قصة ،،،،،،،،،،،،،،، ابـكـــــتـنـي

**hip_hop** · 07-11-2005, 08:52 AM

هذه القصة ابكتني في كل مرة اقراها فيها ..
اتمنى انها تعجبكم ...

كــــــــــــــلا انــــــــــــــــــا اشعـــــــــــــــــــــــر ،،،

ثلوى.....ثلوى....هيه...هيه..هيه
هكذا تستقبلني مرام كل يوم حين أقدم من المدرسه..ثم ترتمي علي لتحضنني..
لم أكن اهتم بها بصراحة..ولم أكن أرحب بهذا الإستقبال الحار الذي تستقبلني به كل يوم
وأنا منهكة بعد عودتي..
وذات مره حين أنقضت على حقيبيتي لتبحث عن حلوى..أوقعت كتبي على الأرض....
فصرخت في وجهها بشده...وضربتها دون أن أفكر..

كنت غاضبه جداً بعد أن رفضت مدرسة علم الإجتماع إعادة الإختبار لي وتجادلت معها بحده...ولم يكن ينقصني بعد يوم دراسي منهك أن أنحني لجمع كتبي المتناثره من الأرض

تجمدت مرام..ونظرت الي بجمود حين ضربتها..دون أن تتنفس بكلمه او حتى تتألم..فأسرعت والدتي تؤنبني بشده,, حرام عليك يا سلوى....!

تضربين ها المسكينه؟!
-افف.. لقد مللنا هذه الأسطوانه.. مسكينه..مسكينه..وماذنبنا نحن؟ ولماذا تخافين على مشاعرها لهذه الدرجه..؟ أنظري اليها........إنها لا تشعر أصلاً...!!

كنت أعلم أن كلمتي هذه ستجرح أمي التي لا زالت تعتقد أن مرام طفله شبه طبيعيه..
وترفض الإعتراف بأنها متخلفه بالمعنى المعروف...

صمتت أمي تماماً وهي لاتزال تحتضنها...
بينما أسرعت أوراي بصري عن المنظر بالهروب إلى غرفتي...
لأعرف ما الذي جرى لي..كيف ضربتها هكذا وقلت لأمي ما قلت..
لكن........... أنا معذوره............نعم.......فقد مللت...مللت إهتمام أمي الزائد بها...إنها تدللها وتحنو عليها أكثر من أي فرد منا.....

استغفر الله العظيم....ليت الله يأخذ أمانته فيها لنرتاح نفسياً وإجتماعياً......

أمي لاتنفك عن التفكير طوال الوقت في مصيرها....ودائماً تردد أمامي وصيتها لي في الإهتمام بمرام والعناية بها بعد وفاتها.......إن هذا الشعور يجلب لي المرض لقد مللت من هذا الحزن الذي تصر أمي على إغراقنا فيه بسببها.............لقد حرمت نفسها من الذهاب للكثير من المناسبات الإجتماعيه والنزهات والسفر من أجل مرام.......

حتى زواج ابن خالتي......لم تذهب إليه لأني رفضت أن تذهب إليه مرام معنا هذا ما كان ينقصنا....أن نأخذها لتبدأ في الضحك والسلام على كل الحاظرين بفرح وبلاده ثم تبدأحركاتها المضحكه....
أمي أثارها رفضي هذا وقررت ألا تذهب في حال لم تذهب مرام...كان بإمكانها أن تتركها مع الخادمه ولو تللك الليله فقط.....لكن أمي تصر على تعقيد الأمور وبث الحزن والتعاسه في كل موضوع له علاقه بمرام...

يالله متى تقتنع أمي أن مرام المسكينه لا تفهم ولا تشعر بشئ.....إنها لم تكن تشعر بحزن أو سعادة سواء ذهبت لذلك الحفل أو غيره أم لم تذهب....

يطرق معاذ باب غرفتي ليوقظني من النوم..
-هيا أستيقظي...لقد أذن المغرب..
أقوم ببطء......أشعر أني منهكه ومتضايقه جداً.....أتوضأ وأصلي...ثم أبدأ في حل واجباتي.... أفتح الدفترالكشكول الخاص بالهوامش...فألمح على أخر الصفحه منه رسمه...يبدوأنها إحدى "شخابيط "مرام....أنظر إليها بهدوء.....إنهارسمة بيت حوله أشجار..أدقق فيها..لم اكن أتصورأنها تستطيع رسم صوره كهذه لابد أن معاذ علمها........

القي الدفتر جانباً وأبدأ في حل واجباتي الكثيره... وفجأه.......أطلت مرام برأسها الكبير من طرف الباب....
ضحكت....ماذا لديك؟ أدخلي....ماذا تريدين....؟
دخلت بهدوء ونظرت إلي ثم جلست على الأرض...يبدو أن منظر الأقلام والدفاتر قد أغراها كثيراً..........ثم أمسكت أحد الدفاتر والأقلام وهي تنظر إلي بخوف..........أرثم؟
-كلا..كلا....أعطيني إياه........هذا للمدرسه....
استسلمت وتركت الأقلام من يدها...
ثم ذهبت نحو مكانها المفضل.....تسريحتي.
صعدت على الكرسي..وأخذت تطل على وجهها في المرآه.....ثم التفتت برجاء وهي تمسك أحد أقلام الشفاه....
-ثلوى....ممكن؟
لا أعرف لماذا تعاطفت معها هذه المره...إنها مؤدبه جداً اليوم...
-حسناً...إستخدمي هذا فقط.....
إرتسمت إبتسامه كبيره على وجهها وأسرعت تضع اللون على شفاهها بفرح....
عدت لإكمال واجباتي.... وأنهمكت فيها....حين لاحظت بعد قليل هدوءها...التفت إليها...فوجدتها تتأمل نفسها بعمق في المرآه...
أخذت أراقبها..كانت تنظر بهدوء..مرة تبتسم ومرة تقطب جبينها ومرة ترفع راسها...
وفجأة تحدثت بصوت يائس أسمعه لأول مره
-أنا ""مو حلوه ""....!!

صدمتني العبارة كثيراً........وأخذت أنظرإليها بعمق.....شعرت بعطف كبير عليها...لقد لاحظت أن شكلها يختلف عن الأخرين..

عادت بي الذاكره إلى عشر سنوات خلت...حين كنا مترقبين لخبر ولادة أمي في المستشفى....إنها بنت...يا سلام أخيرا سيصبح عندي أخت.......الحمد لله..
أتت مرام بعد أربعة أخوه ذكور..... ففرحت بها جداً....حتى... وصلنا الخبر...
إنها غير طبيعيه...كيف..؟تضخم في القلب...وماذا؟؟.... عنها منغوليه...كنت لأزال صغيرة ولم افهم فتسألت...ماذا يعني منغوليه....؟
-يعني يا سلوى...أنها مختلفه قليلاً....سيكون من الصعب عليها اللعب كثيراً...او الكلام بسهوله....كم أن تفكيرها ....سيكون أقل من أقرانها...؟
-سكت وأنا أنظر الدموع التي تلمع في عين أبي..

حين رايت مرام لأول مره...عرفت كيف أنها مختلفه....كانت بيضاءوجميله مثل كل الصغار...لكنها كانت مختلفه...لم تكن تشبهنا... وشيئاً فشيئاً....حين كبرت بدأت ملامح التخلف تظهر واضحة عليها....

يقول الدكتور أن الأشخاص النغوليين لا يعيشون طويلاً ((بعد إرادة الله ))...إنهم يموتون في سن مبكره..
غالباً في العشرينات او الثلاثينات منأعمارهم..

لكن مرام كانت منذ صغرها تعبر عن حلمها بأن تصبح عروسه...مسكينه إنها لا تعلم...
كنت دائماً قاسيه معها..كنت أشعر بأنها عبء كبير علينا..كما أنها تشعر ...سواء أصرخت صرخت عليها أم شتمتها...فإنها لاتشعر و لا تتأثر أبداً...بل إ نها لم تبكِ يوماً في حياتها....

لكن الآن إنها تقيم نفسها...أنا ""مو حلوه""..أخذت تتردد في ذهني طويلا...شعرت بعطف كبير عليها... حين أقتربت مني بهدوء وهي تشير بإصبعها السبابه إلــى وجهي حتى كادت تلامسه...
ثلوى....حللللللوه..!
لأول مره شعرت بأنها بحاجة لمن يضمها...فأحتظنتها بعطف كبير.....فإذا بها تتــمتــم في صــوت هامس ورأسها على رقبتي وكأنها تحادث نفسها ... وتعيد حوراً قديما قد سمعته من قبل...
- ملام ..مو ..حلوه...لا...لا..!! ملام مو حلوه.. ماتجي عند الحليم......(((مرام غير جميله..لا..يجب أن تدخل عند الحريم..))))...

توقفت قليلاً...وأخذت أفكر في كلامها..إنها......إنها تكرر كلامي.........نعم كلامي لأمي قبل شهر حين أتانا بعض الضيوف...نعم كنت غاضبه ورفضت أن تسمح لها أمي بالدخول إلى المجلس...
أذكر أني قلت بالحرف الواحد أمامها..""كلا يأمي....لا تحرجينا أمامهم بصراحة مرام شكلها يفشل...""
لا تتركيها تدخل على الحريم أرجوك..
ولم أهتم يومها بأن مرام المسكينه كانت واقفه أمامي...كنت أعتقد أنها لاتفهم ولاتشــعر...لكنها حفظت ذلك الكلام...لازال في قلبها...إنها تردده...اليوم

مسكينه أختي الحبيبه..كل ذلك كان في قلبك الصغير المريض... وأنا لا أعرف....

أحتظنتها طويلاً وأنا ألمس شعرها....وهي لازالت تردد الحوار الهامس في هدوء....ثم تضيف قائله.... ملام وع.... ولا تفهم...!

وشعرت بدموع ساخنه تنساب على وجنتي....وأنا أحتضنها بقوه...يا حبيبتي يا مرام ....كل هذا وانا لا اعلم... تشعرين بكل هذا وأنا لا اشعر....يالي من أنسانه قاسية...شريره..
كيف عاملتك هكذا.....أستغفر الله...كيف تمنيت لك الموت ظهر هذا اليوم...يا حبيبتي الغاليه...

أعلم أنك لن تعيشي طويلاً...وإن عشت..عشت محرومه من الكثير مما يستمتع به بقية الأطفال... ومع هذا أتمنى لك الموت...؟!
كم كنت سخيفه حين كنت أخجل منك وأشعر بالحرج من العتراف بوجودك للآخرين....أنت أطيب وأنبل وأفضل من الآف الأسوياء الذين تجمدت قلوبهم......تحملت كل تلك القسوه والجفاء مني في قلبك وتغاضيت عنه...أنت الأجمــــل يامرام..........نعم أنت أجمل من الكثيرات بقلبك الطاهر البرئ

-لا مرام حلوه.....حلوووووووه
نظرت الي بتعجب وإستغراب ......ملام حلوه..؟؟
-نـــــعم مرام أجمل فتاه في الدنيا...
استغربت وهي تنظر إلى عيني... ولمعت عيناها بفرح غامر لم ارى مثله على وجهها ....ثم ضحكت ضحكتها الطفوليه التي أراها لأول مره بهذا الجمال وهذه البراءه والنقاء........

منقووووووووووووول