،
,,

ما بين ألوان العناء و بين حشرجة المنى
ما بين معترك الجراح و بين أشداق الفنا
ما بين مزدحم الشرور أعيش وحدي هاهنا
لم أدر ما السلوى ؟ و لم أطعم خيالات الهنا
الحبّ و الحرمان زادي و الغذاء المقتني
***
وحدي هنا خلف الوجود وخلف أطياف السنا
و هنا تبنّتني الحياة وما الحياة وما هنا
أنا من أنا ؟ الأشوا ق والحرمان و الشكوى أنا
أنا فكرة و لهى معانيـ ها التضنّي و الضنى
أنا زفرة فيها بكاء الـ فقر آثام الغنى
***
أهوى و ألقى غير ما أهوى، فماذا أشتهي ؟
لا أسعد المهوى ولا جوع الهواية ينتهي
أنا حيرة المحروم تنـ تحر المنى في صمته
***
وأنا حنين تائه بين المحبّة والشقا
أظمأ وأظمأ للجمال وأين منّي المستقى
***
يا قلب هل تلقى المراد وما المراد وما اللّقا
عمري تمرّغ في اللّهيـ ب ولذّة أن يحرقا
لا فارق اللّهب الرماد ولا الرماد تفرقا
***
فمتى متى يطفي الفنا الـ موعود عمري الأحمقا
كيف الخلاص ولم يزل روحي بجسمي موثقا
لا الموت يختصر الحياة و لا انتهى طول البقا
لا القيد مزّقه السجـ ين ولا السجين تمزّقا
حيران لم يطق الحياة و لم يطق أن يزهقا
***
يا آسر العصفور رفـ قا بالجناح المكسور
سئم الركود ولم يزل في قبضة الشوك الغرام
درن التراب مجسّد في الشيخ، في ثوب الصبي

" عبدالله البردوني "