بسم الله الرحمن الرحيم
..
بينما خلود وعبير يتسوقان في أحد المجمعات بالمنطقة الشرقية إذ بفتاة قد سلبت قلوب وأنظار الشباب فالعباءة مطرزة بأجمال الزخارف الملونة والمشية مشية تثير الغرائز والطيب يهرب منها فلقد تعطرت بأجود العطور الباريسية..
والعينان صارختان بمكياج لا مثيل له ..
أو بعد هذا لا تسلب القلوب والأنظار إليك يا جازية .. لم تستطع خلود الصمت فقلبها قد تأجج بالنيران حتى أنفطر وعقلها يشير لها بأن تمضي للفتاة كي لا توقع البقية في أحبال غوايتها
تهمس عبير الأخت الكبرى لخلود " ما بك ترتجفين " تجيبها خلود بحزن " ماذا بي ألا ترين تلك السافرة سوف أذهب لها فحق علي أن أهذب لها وأن أنهاها عن تلك المناكر " لم تنتظر خلود إجابة أختها فلقد دخلت الجازي في إحدى المحلات والشباب حائر في الخارج .. مضت خلود فهدفها الجازي والسبيل لها ليس بالمحال ودعوتها بنهيها عن المنكر هكذا كانت تفكر خلود .. تقف خلود خلف الجازي وتبدأ بالسلام " السلام عليكم أختي "
تلتفت الجازي وعندما شاهدت تلك العفيفة فردائها سواد في سواد ولا تكاد ترى سوى فتحة صغيرة للعين ترى بهما .. ارتعدت الجازي فماذا تريد هذه المرأة " وعليكم السلام هلا يا الغلا " تستأنف خلود الحديث فتقول " ما حالي وأنا أرى حسنك الظاهر وجمالك السالب للعقول .. ما حالي وأنا أجد الذئاب تلاحقك فلقد وجدوا ضالتهم ووجدوا من تلبي لهم أهدافهم بلا تكلف أو عناء .. انفطر قلبي وأنا أراك يا أمة الله تتنقلين من مكان إلى مكان والطيب يفوح منك ويسلب القلوب قبل العقول .. يا أمة الله فلتتقي الله في الجميع في كل فتاة وشاب فالفتاة قد تفتن في أنوثتك والشاب قد يفتن في زينتك .. يا أمة الله أعلم أننا نحب التزين والجمال لكن لأهلنا نتزين في بيوتنا نتزين بين محارمنا نتزين لأزواجنا نتزين لأخواتنا لكل من يحل له أن يرانا ويجتمع بنا لكن أن نتزين بزينة لا نستطيع أن نسترها في الأماكن العامة ففي هذا أول خطوات للغواية .. أعتذر منك فلم أستطع أن أرى الشباب خلفك يطاردونك وأنت ضائعة لا تدرين ماذا يحصل لك أعتذر منك إن كنت ثقيلة على أختي لكن هذا واجبي أن أأمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر إن رأيت ما ينكر أو يوجب أن أأمر بمعروف أعتذر لك فبعض النفوس ترفض النصيحة أحياناً وتتكبر " ..
لم تطق الجازي الصمت فلقد تحول إلى بكاء ونحيب وأمسكت بيد خلود لا تعرف ما تقول لها أتقول أنني لم أسمع قبل هذا الوقت من يغار علي أو يهتم بي أو أقول أنني ضائعة ولا أجد من يهتم بي .. أتقول أنها تعودت على لبس ما لا يحفظ الحياء ولا حتى تخجل منه أو تقول أنها مظلومة لكن ما العمل .. تابعت خلود قولها " ما بك يا .. " تجيبها الجازي " معك الجازي .. لا معك أختك الجازي " تتابع خلود " ما أجمل اسمك فجدتي كانت تتمنى أن يسمي أبنائها الجازي لكن إلى الآن لم يسمي أحد الجازي " تنطق الجازي بحياء " هل أكون أنا أختاً لك وتتحقق أمنية الجدة " لا تعلم ماذا تقول خلود لكن قالت لها " يا الجازي بداية لنخرج من هنا ونكمل التسوق وفي الطريق نتحدث لأن أختي معي في الخارج ولا أريد أن أتأخر عليها " وافقت الجازي وخرجت مع خلود ففرحت عبير بمنظرهما مع بعض وألقت السلام عليهما وعرفت خلود الجازي على عبير الأخت الكبرى لها ..
عند الساعة الحادية عشر ليلاً .. وفي غرفة عبير ..
نجد خلود تعبر عن فرحتها بنجاح العلاقة بينها وبين الجازي بالقفز على سرير أختها تلو المرة والمرة .. وعبير فرحة لفرح أختها .. تنادي خلود عبير " ما رأيك بالداعية خلود وبما جنته في هذا اليوم " تجيب عبير بعد برهة " بداية توقفي عن القفز فسريري لا يتحمل وزنك وعندها نتابع الحديث " توقفت خلود وجلست بقرب أختها لتستمع لدرر عبير . . تابعت عبير فقالت " بداية بارك الله فيك على ما فعلتي للجازي فهذا واجب كل مسلم على هذه الأرض أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذه هي الغيرة على حرمات الله فجزاك الله خير الجزاء يا خلود " تستغرب خلود من حديث عبير فتقول " لم أفهم ما تقصدين ما معنى واجب النهي عن المنكر وهل أنا داعية "
بدأت عبير بالتفكير وهذه فرصتها لتطلب من أختها ما تريد " أجيبك لكن ما هو المقابل لن أطلب الكثير أريد كأس عصير برتقال وأن تأخذي دوري غداً في الطبيخ " مظاهر الغضب واضحة على خلود " هذا استغلال وليس درر " عبير " سميها ما تريدين أن تسميها .. ماذا قلتي ؟ " خرجت خلود بسرعة لتجلب العصير لأختها وبعد ربع ساعة حضرت " هذا هو العصير مطرح ما يسري يهري اسف مطرح ما يسري يمري والغداء غدا علي"
فرحت عبير بهذا الانتصار فبدأت ببسم الله الرحمن الرحيم وقالت
" اعلمي يا أختي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: "بلغوا عني ولو آية" فهل يستطيع كل إنسان أن يكون داعية؟ "
تجيب خلود " نعم فلا يستحق الأمر الكثير " ..
تتابع عبير فتقول
" بالطبع لا يستطيع! لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف عن الدعوة إلى الله (وكذلك النصيحة وتبليغ آية) فالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تذكرة سريعة وتنبيه صغير يقدمه أخ مسلم إلى أخيه حين يراه وقع في حرام لا لبس في حرمته أو تقاعس عن معروف لاشك في فرضيته فهو لا يحتاج إلى علم واسع وكل مسلم عرف الإسلام حقاً يستطيع أن يأمر وينهى والأمر والنهي يكونان في أمر جلي محدد .. أما الدعوة إلى الله فإنها أدق من ذلك.. وأعمق وهي مسؤولية أكبر وأعظم وتحتاج إلى تمكن في الدين وإلى علم واسع وإلى جرأة في الحق وإلى قوة في الشخصية وفي طريقة الطرح فهل يملك كل إنسان أو كل داعية من دعاة اليوم هذه المقومات؟ "
خاب ظن خلود فقالت " لا لا لا حطمتيني يا أخية "
"تابعت عبير فقالت
" بالطبع لا يملكها ولكن أكثر الناس لا يعطون هذه المقومات حقها والمرأة كالرجل تستطيع أن تبلغ حديثاً بعينه سمعته ووعته وفهمته أما الدعوة إلى الله فينبغي أن يتوافر للقيام بها بعض الشروط منها ما هو ضروري ومنها ما هو تحسيني أما الضروري: أن تكون متعمقة في العلوم الشرعية ومتابعة للأحداث العالمية تفقه الواقع وتدرك خبايا النفس البشرية وأن تكون جريئة في الحق ولا تخشى بأس العادات والتقاليد الخاطئة وألا تتجاوز حدودها فالناس يظنون الداعية فقيهةً ويحسبونها عالماً في كل أمر فينهالون عليها بالأسئلة فينبغي عليها ألا تقول إلا ما تعلمه حقاً أما الشروط التحسينية والتي يفضل وجودها في الداعية: أن تكون قدوة في سلوكها ولباسها وفي إدارتها لبيتها وأهم من هذا كله في تعاملها مع زوجها وتربيتها لأبنائها لتعطي كلامها قوة ودعوتها حياة ومن كان في موضع المسؤولية يكون قدوة للناس وموقعه هذا يفرض عليه الالتزام وعدم الإسراف في التمتع بطيبات الحياة كما يفعل الآخرون "
صفقت خلود لأختها وحمدت الله أن يكون لها أخت مثل عبير فقالت " أحمد الله أن تكون لي أخت مثلك تنصحني وتقومني وسوف أسعى جاهدة لأن أكون داعية تتبع قوله تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) لكن لا تنسيني من دعائك ودررك المصونة وأما الغداء فلا تحلمي أن أطبخه لك فلقد أخذت غنيمتي وغدا سوف أخبر والدي إن لم تطبخي .. هههههههه "
تهرب خلود وتلاحقها عبير .. !!
سؤال لكم أخواتي الكريمات وإخواني ..
لكي تصبح المرأة داعية لابد لها من تربية دعوية وطلب علم شرعي وسؤالي هو لو أرادت فتاة أن تكون داعية وهي من سكان الشرقية ماذا تفعل وإلى أين تذهب وأين هي مراكز الخير والدعوة ..
أهدي الموضوع للأخت الكريمة " بهية "
أخوكم
مواقع النشر (المفضلة)