بعض الابناء ومن المراهقين والشباب حجتهم بأنهم كبروا ولم يعودوا بحاجة الى النصح او النقد او المحاسبة وربما يقول بعضهم: نحن ادرى بمصلحتنا ولا حاجة لنصائحكم وارشاداتكم.
هذا مظهر اخر من مظاهر الغرور والتعالي، فرغم ان الابناء قد دخلوا مرحلة الشباب ينبغي على الآباء والامهات ان يعاملوهم معاملة الاخ او الاخت لا معاملة الاطفال الصغار، وهذا يتطلب ان تتغير اللهجة واسلوب النقد والخطاب، لكن حاجة الابناء والبنات الى مشورة ونصيحة وملاحظات، بل ونقد الوالدين، ليست مرهونة بمرحلة الطفولة فحسب، بل تمتد مع العمر، والفارق انها كانت في الطفولة تأديبية ولكنها في الكبر تعني التسديد، لذلك على الابناء والبنات ان يطلبوها من الوالدين ولا ينتظروها منهما.
فاذا كنا نتقبل النقد من اخواننا واصدقائنا ومعلمينا لاننا نقدر حبهم لنا واخلاصهم الينا، وانهم ربما قاموا بذلك من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلماذا لا نقبل ذلك من الوالدين بالعناوين نفسها مضافا اليها بأنهما الاشد حرصا والاكثر محبة وشفقة؟ ان رفض النقد والمحاسبة والنصح يعني ان الشباب والفتيات يقولون لآبائهم وامهاتهم 'دعونا نخطئ ولا تتدخلوا في اصلاح اخطائنا'، الامر الذي قد يوقعهم في اخطاء كبيرة.