كثيرا ما يشعر الصائم بمتغيرات تظهر في فمه وتبدأ برائحة فم تبدو كريهة، وذلك خلال الأيام العشرة الأولى من الصوم. أضف إلى ذلك ظهور طبقة بيضاء تغطي اللسان نظرا لقلة اللعاب نتيجة قلة تناول الماء، وان كان هناك التهاب في اللثة يزداد ذلك وضوحا مع كل هذه المتغيرات. ويزيد نزول الدم مع تناول المواد الغذائية الصلبة، ويشعر الذي يعاني من آلام الأسنان انها قد زادت كثيرا، خصوصا إذا كانت موجودة قبل الصيام، كل ذلك يؤدي إلى إحساس الصائم بكل هذه المتغيرات.. ولكنها لا تستمر كثيرا، وتبدأ في الانخفاض عند حلول الأيام العشرة التالية من الشهر المبارك، حيث تتقدم حالة الفم إلى الأفضل وتقل الرائحة الكريهة كما تقل الطبقة المغطاة للسان، وتصبح كمية اللعاب في حال متوسطة، حيث يتأقلم الجسم مع ذاته على كمية الماء القليلة وينظم خروجها ويوزعها على باقي الجسم. فيظهر تحسن في نسبة اللعاب في الفم وكذلك الالتهابات في اللثة.
وفي الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر الكريم نجد ان رائحة الفم والطبقة المغطية للسان قد زالتا تماما، وان التهاب الفم والأسنان قد تحسن كثيرا عن ذي قبل، ويشعر الصائم بهذا التحسن في الفم وفي باقي الأعضاء، كالجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز الدوري.
ونظرا لما حدث في اللسان في الفترات الثلاثة التي تم تقسيمها.. نجد ان هذه الطبقة المغطية للسان هي كم كبير من البكتيريا والمواد السامة والفضلات التي كانت موجودة في الجسم، وبدأت في الخروج من الخلايا وظهرت في طبقات اللسان في هذا الوضوح الكبير، ثم أخذت تقل بنسبة كبيرة إلى أن زالت تماما، وأيضا زال الكثير من المواد السامة داخل الخلايا وخرجت منها كما أوضحنا، ولذلك نجد ان الصحة بوجه عام قد تحسنت بشكل كبير في نهاية شهر رمضان.
ويؤكد أطباء الأسنان أن أهم العناصر الغذائية التي تفيد الجسم بصفة عامة والأسنان بصفة خاصة هي الخضروات والفواكه الطازجة، التي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمة له. كما أن وجود الألياف في هذه الثمار يغسل الفم غسيلا جيدا والطبقة التي تغطي اللسان، فتقتل الرائحة الكريهة للفم.
ويتمتع التمر بكل الخصائص المهمة التي تحدثنا عنها، فهو غذاء متكامل فيه من المواد ما يمد الجسم للاحتياج اللازم له في صيامه، وتمنع نزيف اللثة لوجود مادة توقف هذا النزيف تسمى (ميتارجين) تقوي اللثة كما أثبتت الأبحاث الحديثة.
وأخيرا يجب غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد تناول وجبة السحور لإرالة كل ما قد يعلق بالفم من طعام. كما ان استعمال السواك بعد الإفطار وحتى بعد السحور من الطرق الجيدة لإزالة كل ما يعلق بالأسنان، لأنه من السهل حمله واستعماله في أي مكان، وبه الكثير من المواد المطهرة التي تقضي على البكتيريا، بالإضافة إلى أن شعيراته تنشط اللثة والأنسجة المغطاة للأسنان.