إذا خلصت نية أصحاب الخيام الرمضانية ومشاريع إفطار الصائم لله وكان هدفهم الرئيسي من إقامتها ابتغاء وجهه الكريم فهم بلا شك الرابحون في تجارتهم والفائزون بمكارم الشهر الفضيل لأنهم اختاروا الطريق القويم للتقرب إلى خالقهم فتاجروا معه سبحانه وكان أجرهم الربح لا بديل عنه•
وتعتبر الخيام الرمضانية ظاهرة صحية في المجتمع، إذا ما استثنينا تلك النماذج الفردية التي شذت عن القاعدة وقدمت أشياء لا علاقة لها بالشهر المبارك، حيث تملأ أرجاء البلاد ويستفيد منها الكثيرون ويحاول أصحابها والقائمون عليها، دون قصد وبعفوية شديدة، أن يؤكدوا موروثات أصيلة من الكرم والترابط الاجتماعي والإحساس بالغير وعادات أخرى كثيرة نتعرف عليها خلال هذه الأسطر•

ما أكثر الخيام الرمضانية التي تقام احتفاءً وترحيباً بشهر رمضان المبارك وما أوسع الفروق فيما بينها والأغراض التي أقيمت من أجلها،أن هناك المئات من الخيام الرمضانية التي تنتشر في كل أرجاء الدولة في الساحات والفنادق والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن حيث تنوعت مدلولاتها أيضاً في ترديد آيات الذكر الحكيم واستضافة كبار العلماء ورجال الدين يقدمون علمهم ويدلون بدلوهم مما فتح الله عليهم من علوم الدين، وفي المقابل وعلى النقيض تماماً توجد الخيام الأخرى والتي تسارع الكثيرون في إقامتها لتقديم الموسيقى والغناء على رائحة الشيشة في أجواء بعيدة كل البعد عن الشهر الفضيل• وأضاف أن الأمر أصبح ميسّرا أمام الجميع في اختيار الخيمة الأكثر توافقاً مع ميوله ورغباته والأكثر نفعاً له في حياته والفائز في النهاية بلا شك من اختار الطريق إلى الله والصحبة الطيبة ومجالس الذكر وكانت جلسته تحفها الملائكة ويذكرهم الله في مجلس خيراً من الذي هم فيه

أن اللافت للنظر خلال السنوات القليلة الماضية زيادة أعداد الخيام الرمضانية الشبابية في كل المناطق وتجمعهم فيها بشكل مستمر يتبادلون الأحاديث حتى ساعات الصباح الأولى وقد تكون مكانا للإفطار أو السحور ، منوهاً إلى أن الخيام الرمضانية تكون فرصا جيدة للكثير من الصائمين غير المقتدرين وكذلك لعابري السبيل والذين تحول ظروفهم إلى الوصول لمكان إقامتهم وقت الإفطار، وما أكثرهم في هذه الأيام نظراً للزحام المروري الشديد الذي تشهده الشوارع في الساعة التي تسبق الإفطار مباشرة، وهو أجر كبير يستحق القائمون عليه كل التقدير والمساهمة معهم في تكاليف هذه الخيام من قبل الآخرين إذا لزم الأمر•