على الرغم من أن “البريد الإلكتروني” يشكل وسيلة هامة للتواصل بين الأشخاص في هذا العصر، سواء كان ذلك بشكل رسائل شخصية بين الأفراد، أو كخطابات رسمية في مجالات العمل المختلفة، إلا أن الأطباء يبدون أقل اهتماما في استخدام هذه الوسيلة الحديثة والواسعة الانتشار في تواصلهم مع المرضى، بهدف متابعتهم وتقييم حالتهم الصحية.

فقد أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية أن معظم الأطباء لا يستخدمون البريد الإلكتروني، كأداة للتواصل بينهم وبين مرضاهم بهدف متابعة حالتهم الصحية.

وكان باحثون من مستشفى ماساتشوسيتس العام قد أجروا دراسة مسحية شملت 1662طبيباً، ممن يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تقييم درجة انتشار استخدام البريد الإلكتروني بين الأطباء في مجال المتابعة الطبية للمرضى، باعتبار أنها وسيلة عصرية تضمن سرعة التواصل بين الأفراد، ولا تستهلك الوقت الكثير مقارنة بالأحاديث الهاتفية.

وتشير نتائج الدراسة التي ستنشر في دورية الطب الباطني العام في عددها الصادر لشهر (نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى أن أربعة في المائة فقط من الأطباء، وفقاً لحجم العينة، يستخدمون البريد الإلكتروني للتواصل مع مرضاهم بهدف متابعتهم حالتهم الصحية.

كما تبين أن نسبة الأطباء الذين يستخدمون الرسائل الإلكترونية كوسيلة للتواصل بينهم وبين زملائهم، لم تتجاوز الثلاثين في المائة.

ويوضح الباحثون أن الأطباء الذين يعملون في المراكز الأكاديمية ومنظمات الرعاية الصحية كانوا أكثر استخداماً للبريد الإلكتروني، مقارنة بزملائهم الذين يعملون في المؤسسات الطبية الصغيرة.

ويشير الباحثون إلى الأسباب المحتملة والتي قد تقف خلف هذا الإحجام عن استخدام البريد الإلكتروني من قبل الأطباء، وهي أن بضع شركات فقط من العاملة في قطاع التأمين الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية، تدفع تعويضات للأطباء عن الوقت الذي يقضيه الطبيب في قراءة البريد الإلكتروني المرسل من مرضاه والرد عليه، وهي مسألة قد تستهلك الوقت، الذي يعد ثميناً جداً بالنسبة لهؤلاء الأطباء.

كما أن قلة عدد مزودي الخدمات الإلكترونية، ممن يضمنون السرية التامة للرسائل المنقولة بين الأفراد قد يكون سبباً في امتناع الكثير من الأطباء عن متابعة مرضاهم عبر البريد الإلكتروني، والذي قد يحوي معلومات خاصة، تتعلق بالوضع الصحي للمري.