كثيراً ما حلت الآلة محل الإنسان في أداء مهامه المعقدة وغير المعقدة حتى بات عمل المطبخ يخضع لتدخل الآلات، لكن كيف إذا دخل الكمبيوتر ميدان غسل الملابس؟

في هذا الإطار يسعى مختبر إنفينوت الألماني بالتعاون مع ثلة من الخبراء الى توفير رقاقة سيلكون تنسج داخل الملابس بحيث تكون قادرة على معالجة التفث وإزالة التعرق الكترونياً.

ويأمل الباحثون في أن تقفز هذه الرقاقة بأجهزة الكمبيوتر الى عالم غسل الملابس ومنه الى عالم تصنيعها من دون المساس بالأزياء وصرعات الموضة وصولاً الى أجهزة صغيرة ضد الماء تستطيع السباحة داخل غسالة الملابس لإزالة الأوساخ.

ويقول مدير المعهد ويرنر ويبر ان دراسة الجدوى التي اعتمدت على تصور متطلبات حياة المستقبل خلصت الى أن الناس سيحتاجون الى ملابس الكترونية بعد عشر سنوات ولذلك ستعمل هذه التقنية على حل مشكلاتهم الخاصة بما تتطلبه تلك الملابس من عناية. وقد تم التوصل الى اختراع الرقاقة المذكورة بعد عامين من البحث شارك فيها علماء فيزياء وكهرباء ومهندسو كمبيوتر ومبرمجون.

ويؤكد ويبر أن أجهزة الكمبيوتر الصالحة للتعامل مع الملابس تعتمد على تقنية التغليف بحيث يتم تثبيت الرقاقات في الملابس وغسلها في الغسالة. وقد مررت الرقاقة على نوعين من الملابس من أقمشة متنوعة تدخل في صناعتها الأنسجة المعدنية من النوع المستخدم في صناعة الأشرطة التي يتم تغليفها بالفضة والبلاستيك وتمتاز هذه الأنسجة بسهولة التحكم بها وتوجيهها في كل اتجاه.

ولتأمين سهولة غسلها، غلفت الرقاقات بطبقة من البلاستيك المصنوع من مادة البولي ريثان التي تستخدم في الرسومات لمقاومتها الشديدة. وتستخدم على شكل معجون تكسى بها الرقاقة لزيادة مقاومتها عندما تجف تلك المادة كما أن البولي ريثان صحية من حيث استخداماتها في جسم الإنسان للحيلولة دون التسبب في الحساسية وتتعدد مهام هذه الرقائق لتشمل الى جانب غسل الملابس مهام مثل الأمن والاتصال والخدمات العلاجية والصحية، كأن تكلف بمراقبة عضلة القلب لقياس ذبذباته وقوة عضلة القلب عند التدخل الجراحي.

ويقول ويبر: “هناك مفاهيم متعددة لاستعمال مختلف المنسوجات كالكتان الذي سيزود ببطاقة RFDI للتردد الراديوي التي تمتاز بقدرتها على ملاحقة الأوساخ وتنظيفها.

ويتوقع خبراء التقنية أن يكون سعر هذه الأجهزة مرتفعاً بداية ثم ينخفض ليناسب كافة المستهلكين.

ويعمل المعهد بالتعاون مع شركات تصميم وشركات إنتاج ملابس ويحاول تسويق الرقاقات لشركات الملابس الرائدة بحيث يستفيد من خبراتها في تصميم رقاقات تناسب كافة قطع الملابس وهو ما يحتاج الى زمن قد يتجاوز العامين لحاجة المعهد لتجربة النماذج على الكمبيوتر قبل طرحها في الأسواق.