نبذه عن الشيخ القارئ المعروف /
عبدالباسط محمد عبدالصمد , مواليد 1927 م ,


يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته : (( ..
كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ
القرآن ... )) ,


تلقى علوم القرآن والقراءات على يد
الشيخ (( محمد سليم )) .


وكانت أول حفله قرأ فيها الشيخ في عام 1950
عندما إستأذن أحد أقارب الشيخ عبدالباسط
أن يقدم للحفل


هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن
له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت
التلاوة من سورة


الأحزاب .. عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت
الأنظار إلى القارىء الصغير الذي تجرأ
وجلس مكان كبار


القراء .. ولكن ما هي إلا لحظات وانتقل
السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد ((
الله أكبر )) ,


(( ربنا يفتح عليك )) إلى آخره من العبارات
التي تصدر من القلوب مباشرة من غير
مونتاج.. وبدلاً من


القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من
ساعة ونصف خيل للحاضرين أن أعمدة المسجد
وجدرانه وثرياته


انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات
الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية
تتلى بصوت


شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان
بهيبة ورهبة وجلال.


بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في
رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت
عليه الدعوات من


شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر
رمضان .. كانت بعض الدعوات توجه إليه ليس
للإحتفال


بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور
إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل
بغير مناسبة وإذا سألتهم


عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ
عبدالباسط فكان ردهم (( بأن المناسبة هو
وجود الشيخ


عبدالباسط )) .


يعتبر الشيخ عبدالباسط القارىء الوحيد
الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه
أحد بهذا القدر من


الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش
تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن
من الزمان نال


خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة
لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها
الزمان زادت قيمتها


وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس
حياً ولا ميتاً فكان تكريمه حياً عام 1956
عندما كرمته سوريا


بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من
لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام
من السنغال وآخر من


المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان
بعد رحيله من الرئيس محمد حسن مبارك في
عام 1990م.


رحلته مع المرض والوفاة , تمكن مرض السكر
منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد
والإلتزام في


تناول الطعام والمشروبات ولكن تاضمن
الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن
يقاوم هذين المرضين


الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله
بأقل من شهر فدخل مستشفى الدكتور بدران
بالجيزة إلا أن


صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء
إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج
بلندن حيث مكث بها أسبوعاً


وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود
به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد
ذهب , وعيد


اللقاء قد اقترب . فما الحياة إلا ساعة ثم
تنقضي , فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله
بها عبده وأجل عطية


أعطاها إياه فهو الذي استمال القلوب وقد
شغفها طرباً وطار بها فسافرت إلى النعيم
المقيم بجنات النعيم ,


وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن
فحنت إلى الخير والإيمان وكان سبباً في
هداية كثير من القلوب


القاسية وكم اهتدى بتلاوته كثير من
الحائرين فبلغ الرسالة القرآنية بصوته
العذب الجميل كما أمره ربه


فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما
يؤمرون .


وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة
وقعت بقلوب ملايين المسلمين في كل مكان
من أرجاء الدنيا وشيّعه


عشرات الألاف من المحبين لصوته وأدائه
وشخصه على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وكانت
جنازته وطنية


ورسمية على المستويين المحلي والعالمي
فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول
العالم نيابة عن شعوبهم


وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره . في
مجال الدعوة بكافة أشكالها حيث كان
سبباً في توطيد العلاقات بين


كثير من شعوب دول العالم ليصبح يوم 30
نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارىء
العظيم ليذكّر


المسلمين بيوم الأربعاء 30/11/1988م الذي
توقف عنه وجود الشيخ عبدالباسط على هذه
الدنيا الفانيه .


ويوجد ثلاث روابط لثلاث مقاطع صوتية
عجيبة له

الاول :
http://www.traidnt.net/vb/attachment...0&d=1145905144


الثاني :
http://www.traidnt.net/vb/attachment...1&d=1145905144

الثالث :
http://www.traidnt.net/vb/attachment...2&d=1145905144