سبق وإن كتبت موضوع عن معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم ووعدت بأستكمال معجزاته عليه افضل الصلاة والتسليم
وكم تمنيت أن تجد قبول لدى متصفحي هذا المنتدى ولكن وجدت عكس ذلك فكانت الردود خمسه والزوار 22 زائر
بينما لو كانت قصيده أو موضوع اخر لوجدنا الأقبال عليه كثير اليس هذا بمستغرب من أُناس تدين بدين هذا النبي قف0
فأردت تغيير الموضوع الى موضوع اخر وهوا شكر النعم آمل أن يجد اذان صاغيه ونفوس واعيه0
اليكم الموضوع

شكر النّعم
قال الأمام الشافعي رحمه الله
الحمدُ لله الذي لايؤدي شكر نعمةٍ من نعمهِ إلا بنعمةٍ منهُ توجب على مؤدي ماضي شكر نعمهِ بأدائها نعمةً حادثة يجب عليه شكرها 0
ولا يبلغ الواصفون كُنهَ عَظمتهِ الذي هو كما وصف به نفسه 0 وفوق مايصفه به خلقه 0 انتهى
قال وعندي أنه يتبين على ذي النعمه أيضا ان ينظر إليها وإن قلت بعين التعظيم لكونها من قبل الله تعالى فإن قليله لايقال له قليل0
وينظر إلى نفسه بالتحقير بإلأضافه إليها معترفاً بإنه ليس أهلاً لها وان اصله نُطفه من مني تُمنى قال الله جل وعلى ألم يكُ نظفةً من مني يُمنى
وقال تعالى/ الم نخلقكم من ماءٍ مهين
وقال جلا وعلى/ كلا إنا خلقناهم مما يعلمون
وقد وصّله الله إلى النعمة لا بالأستحقاق عليه بل بفضلٍ منهُ جل وعلا
ولا يخفى عليك ولله المثل الأعلى أن من وصلت اليه هديه من ملك فأستقلها ولم يعبأ بها فإن الملك ينقم عليه ويأخذ في نفسه منه ويمنع عنه العطاء0
وأن رأه استعظمها واستحقر نفسه بالنسبه إليها فإن الملك يُحبُ ذلك وربما حمله هذا الأمر على اسداء نعمةٌ اخرى0
والله جلا وعلا اكرم الأكرمين وأجود الأجودين ولا تخفى عليه خافيه فمهما وقع في نفسك فهوا مُطّلع عليه0
قال تعالى/ وإنّ ربك ليعلم ما تكن صودورهم وما يعلنون
وقال تعالى /وإن تجهربالقول فإنه يعلم السر وأخفى
وقال جل وعلا / يعلمُ خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدور
فإن وقع في قلبك استقلالها أي النعمه فإنه يُخشى عليك زوالها وافتقارك إليها فأنتبه لذلك0
وإن وقع في نفسك استعظامها وشكرت الله على ذلك فأبشر بدوامها والازدياد0
قال -0 فإن قلت ما علاج هذا الداء 0 فإن كثيراً من الناس يعطون ما يرونه قليلا بالنسبه إليهم
قلت العلاج أن ينظر إلى نفسه 0 ويرى هل يستحق على الله شئ وما أصله وكيف وصل إلى ما وصل0
فما من أحد يعتبر حاله من أول منشئه إلى ايصال النعمه التي فيها مُفكر ولها مستقل إلا ويجدها في حسابه وكثيرة عليه0 هذا إذا كان عاقلا0
ودواء اخر وهو أن تاخذ النعمة من الله تعالى وتعلم أن العظيم إذا اسدى إلى عبده الحقير معروفاً وإن قل فقد ذكره وما حقّرك من ذكرك وما ذكرك الكريم إلا وهو يُريد أن يجبرك0
إن كان ما اسداه إليك قليلاً عليك فهوا بالنسبه إلى أنه من عطائه كثير عليك وبالنسبه إلى انه طريق إلى عطاء آخر كثيراً أيضا وإنما يجيئك الأستقلال من نظرك إلى النعمة دون علم
واما اللسان فالمراد منه حمد الله تعالى على النعمه والتحدث بها لقوله تعالى/ وأما بنعمة ربِك فحدث
فيتحدث بها لا للرياء والسمعه والتفاخر بل للثناء على الله عز وجل
كان جماعةٌ من السلف يجتمعون فيتذاكرون نعم الله عليهم وعلى المسلمين
وأما الأفعال فالمراد بها إمتثال الأوامر واجتناب النواهي ولكل نعمةٌ شكر يخصها والضابط لذلك أن تستعمل نعم الله جل وعلا في طاعته ولا يستعان بها على معاصيه
فمن شكر نعمة البصر النظر به في الكتاب والسنه للعمل بهما ومن ذلك غضهما عن كل قبيح0 ومحرم كالتفاز والفيديو والنساء الأجنبات والعورات والمردان ونحو ذلك0
ومن شُكر نعمة السمع ألا تتسمع حراماً كالقذف والنميمه والغيبه والكذب والبهت والسخريه والهجاء والإطراء والأغاني والاستماع للمطربين والمطربات 0 وسب المسلم0
ومن شكر نعمة الفم أن لايدخله حراماً ويحفظ لسانه عن جميع ما تقدم مما ذكرنا في شكر نعمة السمع قال الله تعالى / إن السمع والبصر والفؤاد كل إولائك كان عنه مسؤلا0
ومن شكر نعمة الفرج حفظه عم حرم الله قال تعالى / والذين هم لِفرٌجُهم حافظون إلا على ازواجهِم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غيرُ ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلالئِك همُ العادون0
شعــــــــــــــر
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فأخجله القلب من إحسان سيده=واحيرة القلب من الطاف نعماه
واحسرة الطرف كم يرنوا لخائنةٍ= من المائثم لا يرضى بها الله
فكم اسأت وبالأحسان عاملني=وآخجلتي وآحيائي حين القاه
وكم له من أيادٍ غير واحدةٍ = وافت الي تريني انه الله
بلطفه وبفضل ٍ منه عرّفني= في حُبه كيف أرجوهُ وأخشاه
يانفس توبي من العصيان وانزجري=فقد كفى ما جرى لي حسبي اللهُ[/poem]اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار وأسكنا معهم في دار القرار اللهم وفقنا بحسن الاقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة الى خدمتك وحسن الأدب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين