السعادة ذلك الإحساس الجميل الذي يحول الانسان الي مخلوق يتعايش بحب مع كل من حوله عندما ينتابه هذا الشعور وصدقت المقولة التي تقول اضحك تضحك لك الدنيا واحزن تحزن بنفسك وطبيعي ان الضحك مولود يأتي من السعادة التي هي أمه.

والسعادة التي كانت وما زالت مطلب الانسان علي رحلته الممتدة من الميلاد الي الموت في تباين حيث يختلف البشر في طلبهم للسعادة فمنهم من يري ان السعادة في الغني والثراء ومنهم من يراها في طلب العلم وزيادة الدرجات العلمية لديه ومنهم من يراها في القناعة مع كل ما هو فيه ومنهم من يراها بالصحة والعافية، ومنهم من يراها بكثرة البنين، ومنهم من يراها بوجود حبيب توأم للروح يسكن إليه ويبوح له بمكنونات القلب ومنهم من يراها بوجود صديق صدوق يشكو له ما يعانيه من كدر الحياة، ومنهم من يراها بوجود الزوجة الصالحة والعكس الي آخر ما هنالك من مطالب الانسان التي لا تنتهي الا بانتهاء حياته، واختلفت الآراء بوصف السعادة بحسب اختلاف وتباين بينات البشر المختلفة، ولكن لو نظروا بحق الي لذة العبادة عبادة الله الواحد لوجدوا فيها سعادة لا تعوض وكذلك في قراءة القرآن وحفظه وتدبر معانيه فإن فيها سعادة لا تشوبها شائبة، فقد جربت كل مطالب الدنيا من غني وطلب العلم والترقيات في المجالات العلمية والعملية والصديق الوفي والزوج المحب المخلص والأولاد البارين: فكانت سعادتي بكل هذه الأشياء سعادة مؤقتة تزول بانقضاء وقت الحدث اما السعادة الحقيقية التي لا تزول فقد وجدتها في حلاوة تلاوة القرآن الكريم بكل ما فيه من معان سامية حيث تأخذ الإنسان ليسمو الي أعلي من الملائكة الكرام في عليين فعند القراءة يشعر بأنه ليس علي الأرض وإنما يكون في الأعلي يرقي مع الملائكة يتعايش معهم وكأنه منهم ومما لا شك فيه ان هذه نعمة من الله ينعم بها علي من يشاء من عباده الكرام وإنني إذ أدعو كل مسلم ومسلمة بالحرص علي تلاوة كتاب الله والحفظ منه ولو الشيء اليسير، ربنا لا تحرمنا حفظ كتابك وتلاوته علي النحو الذي يرضيك.. آمين.