كنتُ واقفاً على تله

أبصرتُ في الأفق مدينة

من نظرتها جميلة

قصدتُها وكانت أبوابها من

بعيد متينة

حراسها ، أبوابها ، بيوتها ،

ناسها ... جميعها ....

لا تشكُ أنك في مدينة

طيبون أهلها لكن مبانيهم

ليست متينة

فسكانها ورق

وقصورهم ورق

وحدائقهم ورق

وشوارعهم ورق

حتى أزهارهم ورق

وأقلامهم أرق

رغم أنها مدينة

من نظرتها جميلة

اسم حاكمها " فريد "

كان هو الفريد ..كأنه

المخلوق الوحيد

كان يظن أنه شاعر يحركُ

المشاعر وهو متقلب

المشاعر

صفق لنفسه إذا تحدث ...

ويقلد نفسه الأوسمة ولو

من بقايا بعض الأزمنة

فكلما ظهر في المدينة

إنسان أطبق على فمه

الكتمان

وأمره أن يُصفق ويهتف

بشعره ...

وويله لو ينطق ويعلن

العصيان

رغم أنها مدينة

من نظرتها جميلة

هجرها الأحرارُ وتركوا

خلفهم بعض الآثار

رغم أنها مدينة

من نظرتها جميلة

قرأ الحاكم قصيدته الأخيرة

وضل واقفاً في حيرة

لم يسمع هتافات الأمكنة ...

وانتهت جميع الأوسمة

أصبح يلملمُ بقايا الأوراق

المحطمة ...

وتُسمعُ منه بعض التمتمة

لم يشك في مدينته أنها

مدينة

حراسها ، أبوابها ، بيوتها ،

ناسها ...

جميعها .... لم يشك أنها

مدينة

رغم أنها مدينة

من نظرتها جميلة

رغم أنها ورق وكلُ ما فيها

أرق فقد كانت مدينة

جال في خاطره أن يصنع

مثلها وأدق ما دام أنها ورق

فلم يجد غير بقايا حطام

المدينة

وقد غرقت في أنهارٍ حزينة

ودعتها ... فارقتها

رغم أنها كانت مدينة

من نظرتها جميلة

رغم أنها ورق فقد كانت

مدينة

فمن يا ترى يعيد بناء تلك

المدينة ؟

قد أستوقفني قلمي

ورفع رأية الأستسلام

عند قرأتي لها

فنقلتها لكم

أخوكم

غـيـور