قدر الله تعالى أن تقترن برجل غليظ القلب , لا يعرف شيئا عن الرحمة , يضربها لأتفه الأسباب , ويسبها ويشتمها صباح مساء

, ويعاملها أسوأ من معاملة السيد لأمته الناشز , ويحرمها من النفقة , فاضطرت أمام هذه الظروف القاسية

أن تتعجل بتزويج بناتها وهن صغيرات , لتتخلص من عبء نفقاتهن , ونتيجة لذلك طلقت اثنتان منهن مما زاد من أعبائها , الأمر الذي ألجأها لشراء

الثياب من السوق , وبيعها في البيوت , لتوفير المال الذي تنفقه على عيالها بعد أن تخلي الأب الظالم عن مسؤولياته , فانشغلت بتحصيل

رزقها عن تربيه عيالها , ونتج عن ذلك انحراف ولدها الكبير , وانخراطه مع شلة فاسدة من الشباب لا هم لهم سوى مغازلة الفتيات وغشيان

الشقق المفروشة لممارسة الحرام , وتطور به الأمر أن زينوا له السفر إلى بانكوك لممارسة كل ما يريده وما يحلم به بأبخس الأثمان .

ضغط على أمه المسكينة أقنعها أنه يريد الذهاب إلى هناك , حتى يهرب من التجنيد الإلزامي , فرقت له الأم لحقه الذي أراد به باطلاًًً

, وليضرب عصفورين بحجر واحد. فذهب إلى هناك مع شلة الفساد , وحلت له الإقامة مع المومسات ,

وتزوج واحدة منهن وأنجب منها بنتاً.. ثم انتهت أمواله التي يأخذها من أمه بين فترة أخرى حتى اضطرت للاستدانة

من أجل إرسال ما يمكنه من العيش هناك , وهي لا تعلم عبثه واستهتاره , وانقطعت بها الحيل لتدبير المال , مما جعله يقرر الرجوع للكويت.

وعندما رجع إلى أرض الوطن أقنعته أمه بالزواج من بنت البلد , التي لم يلبث أن تركها وهي في شهر العسل ,

ليعود إلى العفن الذي قدم منه , غير آبه بتوسلات أمه بعدم العودة , تأكد للأم زواجه الأول وانغماسه بالرذيلة

, فقررت مقاطعته – كلما اتصل بها يريد مالاً - , وأصمت أذنها عن تصديق كل عذر يحتال به عليها لأخذ المال

, حتى أصيب بمرض الإيدز , ولم تمض سنه حتى وقع في فراش المرض يعاني الآلام المبرحة التي تكاد أن تقطعه وهو حي ,

وكان يتصل بأمه في الكويت , ويتكلم بصوت متهدج: (( أمي أنا أموت.. صدقوني.. تعالوا إلى حتى أراكم قبل الموت )).

وكانت الأم تقول: (( إنه كذاب كعادته , فما الذي يدعوه للصدق هذه المرة؟)).

بعد أيام من هذه المكالمة اتصلت الخارجية بالأم لتخبرها بتسليم جثه ولدها القادمة من بانكوك .. لقد مات متأثراً بالإيدز.