لا الحب ماكانت الحياة ولا كتبت معلقات ومابنيت حضارات‏..‏ إنه نعمة من الله‏..‏ الحب وعود وعهود ومشاعر تحلق في سماء صافية تخلو من الأحقاد والضغائن‏..‏ مقطوعة موسيقية تتناغم فيها أوتار التفاني والتضحية والتسامح لتعزف لحنا دافئا بين الآباء والأبناء‏..‏ بين الأصدقاء‏..‏ والأزواج‏..‏ والأخوات‏..‏ والزملاء‏,‏ بالحب لاتشكو النفس من الغربة والهموم‏..‏ وحتي لايقفز القلب من قضبان الضلوع

ان الدفء الاجتماعي غاب عن حياتنا‏,‏ واحاسيس البشر تلوثت بالعصر السريع المادي‏,‏ والصداقة الحقيقية والعلاقة الأخوية الحميمة بين الجيران كلها مشاعر تلاشت معالمها‏,‏ والكمبيوتر لايمكن ان يكون صديقا لأنه يملأ وقتا لكنه لايشعر بالإنسان كالصديق مثلا‏..‏ والمحمول لايغني عن الاحتكاك بالناس ومؤانستهم والاكتفاء بالرنات والرسائل حتي بين الأبناء وآبائهم المحتاجين لحنانهم وحبهم‏..‏ مايغيب عن كل منا أن المشاعر الانسانية من الحب والكره والتسامح والحقد كلها تشكل حياة الانسان‏,‏ وعلو الحب علي كل المشاعر المكروهة هو التميز الحقيقي للشخصي‏

‏ فالتواصل الروحي والاجتماعي ومعايشة المحيطين والتكيف معهم هو دليل علي اتزان الشخصية عكس الانطواء علي الذات بدعوي ان الناس مشاكل والاقتراب منهم شر‏,‏ لأن من يزرع الحب يجني ثماره‏,‏ والأشواك لايأتي منها إلا الألم‏.‏