اذا لم يفوضك رئيسك، بادر انت من جانبك واشرح له انك مستعد لتحمل مسؤوليات اضافية ومهام اكبر، واعرض عليه بعض المهام التي يمكنك القيام بها - عنه - مع التدريب اللازم عليها. واعلم انه اذا ظلت معرفتك محدودة حول وظيفة رئيسك، ولم تتوافر لك الفرصة للتعرف على ما يعالجه من مشكلات ولم تشارك في اتخاذ القرارات في المستوى الذي يعلوك، فإن فرصتك للترقي ستتضاءل بقدر كبير.
وعندما تطلب ذلك من رئيسك، اطلبه بلطف وباسلوب يلقى القبول وليس بإلحاح حتى لا تبدو متعطشا للسلطة او انك تتطلع الى وظيفة رئيسك. اجعل دافعك الاول هو ان توفر للرئيس فرصة ان يكون فعالا بأن تحمل عنه بدرجة اكبر الاعمال والمسؤوليات الصغرى التي تثقل كاهله. كلما اصبح رؤساؤنا اكفاء، كلما زادت الفرص امامهم للترقية، وكلما وفروا لنا فرصا اكبر للترقي بدورنا.
لا تجلس واثقا بكفاءتك مع مدير فاشل او غير فعال، فإنه قد يسيء الى صورتك، كما قد يحسن المدير الجيد صورتك. ففي النهاية انتما فريق واحد، وافضل لك ان تدفع انسانا من فوق رأسك على السلم، من ان تتعثر وتزحف تحته وهو كتلة ثقيلة لا حراك فيها. ولكن قبل ذلك، وقبل ان تعرض امكاناتك على رئيسك، تاكد انك قمت بواجباتك وواجبات وظيفتك اولا واتبع الخطوات الآتية:


حدد أهدافك الشخصية

هل حددت اهدافك Personal Goals وهل طلبك مسؤوليات جديدة تتولاها او يعهد بها اليك يتكامل مع هذه الاهداف؟ على سبيل المثال، اذا كنت تتطلع لتكون مديرا فلا تطلب الاعمال ذات الطبيعة الفنية Technical Tasks، كما لا تاخذ اعمالا تنجزها في المساء، اذا كان ذلك يتعارض مع حضورك لبرنامج تعليمي في المساء، او يتعارض مع واجباتك الاسرية.

راقب وظيفتك الحالية

ادرس بتمعن الوظيفة التي تشغرها لتتأكد من انك لن تتحمل مسؤوليات اضافية ترهق كاهلك، او اكبر من ان تؤديها بفاعلية، وهل هناك فيما تقوم به من عمل ما يمكن اسناده الى آخرين مرتباتهم اقل من مرتبك، فوقتك أثمن من ان تضيعه في اعمال نمطية متكررة.

اقترح أساليبك للإدارة

عندما تتولى اي مهمات لا تتردد في اقتراح اساليب جديدة لتحقيقها، ولكن بعد ان تعرف ما الذي تهدف اليه هذه الاعمال وما الذي تريد تحقيقه، ولماذا يؤدي هذا العمل اصلا ؟

اعرف النتائج المطلوبة منك

عند قبولك للمهام، لاحظ ان رئيسك سيهتم بشرح اجراءات وخطوات القيام بها، احرص على معرفة النتائج المطلوبة منك جيدا والاهداف التي يجب تحقيقها من هذه الوظيفة والمهام بالذات.

لا تقلب الامور رأسا على عقب

لا تحاول ان تقلب الامور رأسا على عقب مرة واحدة حتى لا يشعر المدير بالخوف، او التردد في تفويضك او حتى اسناد بعض المهام اليك. ربما يكون من الحكمة ان تبقى الامور كما كانت لبعض الوقت، حتى تتأكد مما ستقوم به، ثم ادخل التعديلات المقترحة تدريجيا.

لا تتخط حدود سلطتك

احرص على معرفة حدود السلطة المخولة لك، والمرات التي انت مطالب فيها بتقديم تقرير لرئيسك عن التقدم في المهام التي فوضت فيها. واعلم ان احد معوقات التفويض هو ان الرئيس ليس لديه وقت كاف ليدرب المرؤوس او للاتصال به كثيرا.

أوجد الحلول لمشاكلك

عندما تواجهك مشكلة فكر فيها اولا، قبل ان تهرع بها الى رئيسك وتطلب توجيهاته بشأنها. واسأل نفسك، ماذا كنت ستفعل بشأن هذه المشكلة لو كنت مكان الرئيس؟ ثم اذهب بعد ذلك الى الرئيس ولكن بالحلول التي تكون توصلت اليها او اقترحتها، بدلا من ان تترك له الامر كله ليقرر بشأنه ما يراه. وعموما لا تذهب لرئيسك طلبا للحل او النصيحة الا اذا عجزت تماما، واعلم ان هناك شبكة اخرى من العلاقات يمكنك الالتجاء اليها طلبا للنصيحة والعون وهي تضم الزملاء والاصدقاء.

قدم أعمالا كاملة

تأكد في النهاية من انك قدمت اعمالا متكاملة، فالتقارير غير المكتملة والاعمال الناقصة Half- Finished لا تحظى بتقدير الرؤساء، وليس لأجل هذه الاعمال - الناقصة - اسندوا اليك المهام. وباختصار اذا اردت ان تطور نفسك، وان تطور وظيفتك، فعليك ان تأخذ بزمام المبادرة... فاذا وجدت نفسك رغم كل ما سبق امام رئيس لا يرغب في تفويضك، فليس امامك الا احد الامرين: ان تقنع وتكون سعيدا بالمستوى الذي وصلت اليه في عملك، او ان تنتقل الى جهة عمل اخرى داخل الشركة او خارجها.

لا تضيع وقتك.. اسأل

تذكر ان بعضنا قد يمضي 10 دقائق بحثا عن شارع معين من دون ان يفكر في ان يسأل احدا في احدى محطات الخدمة، او يقضي 10 دقائق بحثا عن سلعة معينة في الجمعية التعاونية او السوبر ماركت دون ان يسأل واحدا من العاملين في الجمعية او السوق عن مكانها... ان ميلنا الطبيعي لان نكون مستقلين يضيع اوقاتنا في كثير من الاحيان - اذا اردت معلومات معينة، اسال عنها، واستفد من معرفة الآخرين وخبرتهم في كل لقاء او اجتماع او مكان تتواجد فيه معهم.