السلام عليكم و رحمت الله و بركاته
المعنى أن تذكر نعم الله عليك ، فإذا هي تغمرك من فوقك و من تحت قديمك ( وَ إِن تَعُدٌوا نعمَةَ الله ِ لا تُحصُوها ) صحة في بدن ، أمنٌ في وطن ، غذاءُ و كساء ، هواء و ماء ، لديك الدنيا و أنت لا تشعر ، تملك الحياة و أنت لا تعلم ( وَ أَسبَغَ عَلَيكٌم نِعَمَهُ ظاهِرةً و باطِنَةَ ) عنك عينان ، و لسان و شفتان ، و يدان و رجلان ( فَبِأيَ آلاءِ رَبِكُما تُكَذِبان ) هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك ، و قد بترت أقدام ؟ و أن تعتمد على ساقيك ، و قد قطعت سوق ؟ أحقير أن تنام ملء عينيك و قد أطار اللالمُ نوم الكثير ؟ و أن تملأ معدتك من الطعام الشهي و أن تكرع من الماء البارد و هناك من عُكر عليه الطعام ، و نُغِِص عليه الشراب بأمراض و أسقام ؟
تفَكًر في سمعك و قد عوفيت من الصمم و تأمل في نظرِك و قد سلمت من العمى ، و انظر الى جلدِك و قد نجوت من البرص و الجذام ، و المَح عقلَك و قد أنعم عليك بحضوره و لم تفجع بالجنون و الذهول .

أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباً ؟ اتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة ؟ هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم ؟ هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ و الياقوت لتكون أقطع ؟ إنك في نِعَم ٍ عميمة ، و افضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيش مهموماً مغمورا حزيناً كئيباَ و عندك الخبز الدافيء ، و الماء البارد ،
والنوم الهانيء ، و العافية الوارفة ، تتفكر في المفقود و لاتشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية و عندَكَ مِفتاح السعادة ، و قناطير مقنطرة مِن الخير و المواهب و النعم و الآشياء ، فكًر و اشكر ،( وَ فِي أَنفُسِكُم أَفَلا تبصِرون ) فكر في نفسك ، و أهلك ، و بيتك ، و عملك ، و عافيتكَ ، و أصدقائك ،
و الدنيا من حولِكَ ( يَعرِفوُنَ نِعنَتَ اللهِ ثُمً يَنكِرونَها )
.