خالد الكردي وعبد الله المقرن

كشف التلفزيون السعودي مساء أمس تفاصيل جديدة عن عملية الهجوم الفاشلة التي شنها مسلحون على مرفق ابقيق النفطي في 24 فبراير 2006، من خلال اعترافات 4 شبان كانوا متورطين في التخطيط الواسع للعملية التي كانت ضمن مخطط يستهدف إسقاط الدولة، ومن ثم قدوم الجيش الأمريكي والاشتباك معه على الأراضي السعودية.


واعترف المتورطون أن العملية تمت بموافقة مباشرة من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بين لادن، وأنهم كانوا يتوقعون أن توقع ضررا أكبر مما لحق بالولايات المتحدة الامريكية جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلاثاء 15-5-2007 أن مواقع البترول السعودية المستهدفة كانت تدور حول 3 مدن سعودية، هي ابقيق، الخبر والجبيل. كما كان المخطط يستهدف المناطق المحيطة، منها ما يقع في دولة الكويت من جهة، والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.

وكشفت اعترافات كل من: عبدالله بن عبدالعزيز المقرن، وأخوه أحمد بن عبدالعزيز المقرن، وخالد الكردي، ومحمد الزين، عن مخطط واسع بدأ الإعداد له منذ ما يزيد على عامين، بهدف ضرب المنشآت النفطية لقطع الإمدادات عن الغرب، واستفزاز أمريكا لجرها إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع فرع تنظيم "القاعدة" في السعودية.

وقال المقرن، الذي شارك في التخطيط، إن مثل هذه العمليات، لا يمكن أن تتم إلا بعد فتوى من بن لادن نفسه، لافتا إلى أن عملية استصدار الفتوى أخذت وقتا وصل في أقصاه إلى 8 أشهر. كما استمرت عملية رصد المصالح البترولية المستهدفة شرق السعودية لمدة وصلت إلى عام كامل، وتم توجيه خلية للانتقال من الرياض إلى الأحساء، للقيام بهذه المهمة.

قتل عشرات الآلاف

وتبعاً لما ورد في الاعترافات، وفق ما نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية الثلاثاء 15-5-2007، فإن التنظيم كانت لديه رغبة في تسلّم الولايات المتحدة الأمريكية أمن النفط "سواء بتعاون أو بأن تأتي مباشرة لتحمي الجهات النفطية"، بحسب اعتراف المقرن الذي يضيف "تأتي ضربة بقيق، وضربة تختل (تغافل) الأمن، وكل هذا الأمر لتدخل بس أميركا بأي شيء، يقتل ناس... يحيا ناس، يذهب اقتصاد، هذا ما يهمهم، الأصل إننا حنّا نسحب أمريكا".

أما خالد الكردي فاعترف أن المخطط اعتمد على استخدام كميات ضخمة من المتفجرات كافية لتدمير معامل الغاز والنفط، وانتشار دخانها سريعاً في المدن المجاورة لبقيق ورأس تنورة (ملاصقة لمدينة الدمام والخبر) ما يعني مقتل عشرات الآلاف من السكان المحليين. وقال الكردي في اعترافه باللهجة المحكية: "وجدنا أن الهجوم لا يتعلق بضرب آلة... ماكينة وخلاص... بل إن الغاز المنبعث سيقتل أهل ابقيق عن بكرة أبيهم، وسيكونون كلهم ميتين... ميتين، ودماؤهم في أعناقنا يوم القيامة". وأضاف: "لقينا أن الغازات المنبعثة تصل إلى أكثر من 60 كيلومتراً... يعني هذا يشيل ويأخذ (مدينة) العيون، هذا إذا ما أخذ (منطقة) المبرز". ويقول الكردي: "كان تصورنا بسيطاً"، معترفاً: "كانت الشغلة جهل وحماسة وغيرها من الأشياء غير المنضبطة". ويقر بأنهم لم يكونوا صغاراً في السن: "والله ما كنا صغار... نحن كبار وعندنا أبناء".
وقال المقرن إن أحد أخواله علم بمخططاته وأوضح له حجم الدمار الممكن أن تخلّفه هجماتهم، وتحدث إليه وأقنعه بتسليم نفسه: "أحد أخوالي قال لي (...) هذا جنون، يعني 20 كيلو في 20 كيلو قوة (يقصد مساحة) الانفجار".

ويرى أحمد المقرن أن "هذا الفكر خطر، لأنه الفكر أصله أنك تفدي نفسك، يكون عندك الفكر هذا، وبدأ التأثير فيك وتمكّن منك خلاص، بترمي نفسك، بتقتل نفسك، وهنا خطورته أنك زي الأعمى، يعطيك مساراً تمشي فيه خلاص، وتبدأ تمشي فيه إلى نهايته وتنفجر، وتقتل، وتقتل ناس معاك". ويقول: "هذه المشكلة الآن، الشابان الاثنان (عبدالله عبدالعزيز إبراهيم) التويجري و(محمد صالح محمد) الغيث اللي ضربوا مصفاة بقيق، ما يدرون وش الفكر اللي وصل لهم (...)، والله ما يدرون، جالسين في بيت حتى تم إعداد هذه الخطة، والسيارات ركبوها حتى وصلوا بقيق بالطريقة اللي معدة لهم، وجاؤوا وفجّروا، بس هذا الحد الأقصى اللي يعلمون به".



"

منقول للاهميه