' أبو البنات ' جملة ليست مستحدثة او جديدة في المجتمع، لكنها تحمل دلالات كثيرة، ليس اقلها دلالات التذمر والرفض لواقع اجتماعي تعيش فيه طبقات وشرائح اجتماعية متعددة، فمن هو ابو البنات؟
من المؤكد ان هذا التعبير هو وليد المجتمع الانساني وله اسبابه الناتجة عن تكون العائلات والاسر على نحو (ليس باليد) يغلب عليه الحضور الانثوي بما يتفوق على حضور الرجال. بمعنى آخر، هناك عائلات كثيرة تولد فيها نسبة كبيرة من النساء اكثر من نسبة الرجال، وهناك عائلات مكونة من ام واب وبنات وليس في هذه العائلة ذكور سوى الاب. وهكذا عائلات تلفت الانتباه في اغلب المجتمعات، ذلك انها تميل الى اللون الواحد لون الانوثة.
لا ذنب للانسان الام او الاب في اختيار الاولاد الذكور او الاناث انها مشيئة الله لذلك لا يمكن للانسان ان يعترض على نوعية الاولاد التي ينجبها، ورغم هذا المنطق الصحيح، فإن المجتمع يكاد لا يرحم 'ابو البنات' فقط، واذا ما دققنا جيدا في تفاصيل المجتمع، نعثر على حالات كثيرة تنتمي الى 'ابو البنات' ويمكن التعرف إلىها بسهولة لكثرة ما هي 'نافرة' في المجتمع.