يقوم بعض الناس بأعمال وتصرُّفات تجعلك عاجزاً عن تسمية سلوكهم وتصرُّفاتهم، وبالتالي تعجز عن إعطائهم اسماً أو صفة.

فمِن هؤلاء:

السائق الذي يقبل على الإشارة المرورية، فيجد السيارات مكتظّة ومتراصّة بنظام، وتكون المسافة بعيدة بينه وبين الإشارة، ويريد أن يختصر هذه المسافة، فيتقدم ويقف في أقصى اليمين ويغلق الطريق على من يريد النفاذ يميناً، ولا يأبه لمن يعطيه إشارة كمن يستجديه أن يفسح له الطريق، ولا يقيم اعتباراً لأصوات أبواق الساخطين عليه من خلفه !!

هذا السائق ماذا تسمِّيه؟

قبل أن تسمِّيه أهمس في أذنه وقل له: (أعط الطريق حقَّها).

الشخص الذي يمر عليك وأنت في صالة انتظار أو يقابلك في طريق، و(يمتّر وجهك) طولاً وعرضاً، ويأخذ لك عدّة صورة من زوايا مختلفة، ثم يتجاوزك دون أن يلقي عليك سلاماً، أو يتصدّق عليك بابتسامة ولو مصطنعة ... هذا الشخص ماذا تسمِّيه؟
قبل أن تسمِّيه حاول أن توصل لأذنيه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (أفلا أدلّكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)

الرجل أو الزوج الذي يلقي محاضراتويبدع في توجيه النصائح الكفيلة بإشاعة الحب والحنان في البيت، وهو في الوقت نفسه مرشّح وبقوة لجائزة (إبليس الكبرى) في سوء معاملة الزوجة، وإذلالها، ويعيش أولاده معه في معسكرات تجنيد قاسية التعليمات!!
هذا الزوج المثالي زوراً، والأب الحنون كذباً ... ماذا تسمِّيه؟؟


قبل أن تسمِّيه أو تتعب لإيجاد اسم له قل له:

يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم


الرجل الذي يراه الناس دائماً في أبهى حُلّة، ويكاد يسحر مَن حوله بلطيف كلامه، وبحسن هندامه، ولكنه عند أدنى احتكاك في موقف ما، كمخاشنة بسيطة بالسيارة خطأً وليس عمداً، ينقلب هذا الرجل الوديع الأنيق إلى شخص آخر، ويطلق للسانه العنان سبّاً وشتماً، وترى الاصفرار والاحمرار باديين على وجهه من الغضب!!

ماذا تسمِّي هذا؟؟ إذا لم تجد اسماً له، فردِّد هذا البيت وحاول أن يصل إلى أذنيه:

أنا لا تغرني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب


الرجل الذي لا يتورّع عن انتقاص أناس، وإيصالهم إلى تحت الثرى ذمّاً وقدحاً، ولا يتردّد في إيصال آخرين الثريا ثناءً ومدحاً. وإن عرفت تعليله لذم فلان، وأنّه بسبب عدم قبوله لوجهه وأنّه لا يرتاح له ولا (يهضمه)!!
أمّا سبب مدحه للآخر فهو بسبب إعجابه بهيئته ولطفه..!


هذا بالتأكيد ستجد صعوبة في تسميته، ولكن قبل أن تسمِّيه قل له:

لا تمدحن أمرءاً من غير تجربة ولا تذمنّه من غير تجريب

الصديق أو زميل العمل الذي يقابلك صباحاً والابتسامة العريضة على محياه، ولو قلت له بيت شعر رثاء لرآه أجمل بيت غزل، ولو ألقيت عليه طرفة باردة لكاد يموت من الضحك!!
وفي الغد وبدون أي منغصات منك أو زلاّت تقابله كعادتك مبتسماً، وتحييه، فيرد عليك ببرود أو قد لا يرد عليك!! وتراه متجهماً وكأنّه قد فقد البارحة أحد والديه أو كليهما!! هذا الضاحك ساعة والمتجهم العابس ساعة أخرى، ماذا تسمِّيه؟؟

قبل أن تفتح كتب علم النفس باحثاً عن اسم لهذا، قل له:

يا أخي عندما أمزح معك وتضحك وأنت في يوم سعدك لم أكن عادل إمام، وعندما أضحك معك وأنت في يوم نحسك فلست من تسبّب في موت أبيك وأخيك، فارحمنا من تقلُّب (طقسك) النفسي!!

عزيزي

أعلم أنّك عندما تصادف أحد هؤلاء يوماً ما، فإنّك ستقلق، وتُشغل بالك وتحوم فوق رأسك علامة تعجُّب، فما بالك إذا صادفت كلّ هذه الأصناف في يوم واحد، بالتأكيد سيحوم فوق رأسك سرب كامل من علامات التعجُّب، فاطرد هذا السرب برفع يديك إلى السماء وادع لهؤلاء وغيرهم بالشفاء العاجل مما هم فيه من علل، فهم مرضى!!