هل تعترف بأخطائك؟ وقبل أن تجيب عليك أن تسأل نفسك أولا؛ هل تعرف أخطاءك؟ هل أنت واع بها بحقيقتها وآثارها؟ الإجابة قد تكون لو أنني أعرف الخطأ لما ارتكبته! وقد تكون الإجابة أعرفه لكنني أتغاضى أحياناً، وقد تكون أعرف أخطائي ولا أحب أن أعترف بها!

نحن كبشر مليئين بالتناقضات غير المفسرة والتي تشكل معضلة عقلية بالنسبة لنا حين نحاول تفسيرها أو فهمها، فهو لديه القدرة على تتبع أخطاء الآخرين وملاحقتها والحديث عنها وانتقاد هؤلاء الآخرين، لكنه يجد لنفسه الفرصة والعذر حين يرتكب نفس الخطأ، وهو قد يسمي خطأه هفوة يمكن تجاوزها بينما يضخم أخطاء الآخرين ويعطيها أكبر من حجمها.

لنسأل سؤالاً؛ لماذا نريد أن نعرف أخطاءنا وأن نعترف بها؟ هل هناك فائدة لذلك؟، حتى نجيب على هذه الأسئلة سنفكر سوياً؛ إذا كنا نسعى لتطوير أنفسنا وتحسينها وإذا كان كل فرد منا يبحث عن الأفضل لنفسه، فإنه حتما سيبدأ من نقد ذاته، وتقييمها، ومحاولة إصلاح عيوبه أو الحد منها أو التعايش معها، ونقد الذات ليس بالأمر السهل، فأنت لا بد أن تكون موضوعياً وحيادياً حين تمارس ذلك، والصعوبة تكمن في أنك قد تفشل ممارسة الحيادية حين يتعلق الأمر بك شخصياً، خاصة حين يجيد عقلك خداعك وخاصة حين تطبق منطقك الشخصي ومفاهيمك الذاتية التي تصنعها أنت ويحكمها عقلك.

محاولة إصلاح عيوبك الشخصية ليست بالأمر السهل، فهي عملية صعبة تحتاج لشيء من الجرأة وكثير من الصراحة. والاعتراف بالخطأ ومعرفته أول خطواتك الواعية نحو إصلاحه وتجاوزه. أليس كذلك؟