جميل أن يحصل الإنسان علي منصب أو درجة وظيفية مرموقة أو أن يحمل لقب دكتور، مهندس، طبيب.. الخ.. بالطبع اذا ما كان هذا الشخص جديراً بهذا المنصب أو الدرجة، والأجمل من هذا وذاك بأن يتحلي صاحب هذا المركز أو الشهادة بالأخلاق الحميدة والرقي في التعامل مع الناس أو من يرأسهم فالمفترض بأنه كلما زاد الانسان علماً أو منصباً ازداد إدراكه وثقافته وارتقي مستواه الفكري وحسن معاملته وخلقه. فالشخص الذي وكل إليه منصب ما خصوصاً ما اذا كان منصبه هذا حساساً ويترتب عليه مصائر الناس أو مستقبلهم ينبغي أن يكون كفء بمنصبه ويقوم بمهامه ومسؤولياته دون كلل أو تقصير.

ولكن للأسف في مجتمعاتنا نماذج لأناس في مراكز ومناصب لا يستحقونها أو يحملون ألقاباً ومسميات قد لا يمتون لها بصلة سوي مجرد اسم في شهادة أو مجرد حبر علي ورق بالرغم من أنهم حاصلون علي أعلي الدرجات وشهاداتهم من أرقي الجامعات ولكن علي الجانب الآخر قد نجد أسلوبهم يتنافي ولا يتماشي مع ما يحملونه من شهادات أو مما وصلوا إليه من مراكز. فهنالك بعض من هؤلاء كلما زاد علوا في منصبه ازداد ظلماً وإجحافاً وتعسفاً مع من يتعاملون معه أو من يسرأسونهم أو من يصدف أن تكون حوائجهم ومصالحهم متوقفة علي ذلك الشخص.

فقد يمارسون غطرستهم أو ضغائنهم الدفينة في قلوبهم ونفوسهم بغير حق وكأنهم نسوا أو تناسوا أن مناصبهم هذه لن تكون مخلدة لهم وإنها زائلة لا محالة أو كما يقال لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ألا يعي بعض من أصحاب المناصب بأنهم آجلاً أو عاجلاً سوف يرحلون عن منصبهم هذا إذا ما قصروا في أداء واجباتهم أو لم يمتثلوا لأخلاقيات مهنهم أو لم يؤدوا الأمانات الملقاة علي أعتاقهم بذمة وضمير.. هل غاب عن أذهانهم أن في أي لحظة سوف يأتي شخص آخر ليستبدل مكانهم وقد يكون هذا الشخص أكثر منه كفاءة وخبرة وأسلوباً أرقي في التعامل مع الناس.. وهنالك فئة ثانية علي عكس الفئة الأولي فقد نري أناس قد تكون درجاتهم أو شهادتهم متواضعة أو أقل من ذلك لكن خلقاً وتعاملاً فهو أفضل من حامل الدكتوراه أو صاحب ذاك المركز.. فكثير من الأحيان تصبح الشهادة والمركز الاجتماعي أو الوظيفي نقمة بدلاً من أن تكون نعمة!.. فما الطائل الذي سوف يجنيه إذا استمر في ظلمه للناس وإجحافه غير أنه سوف يقوم المظلومون الذين ظلمهم بالدعاء عليه لا للدعاء له.


إفعل ما شئت كما تدين تدان