بسم الله الرحمن الرحيم

لا صرت بالصمان و القيظ حاديك
أيا حسين الدل و ايا المطية

في سابق العهد و الزمان كان رجل من العربان و له ابن في عمر الزواج ، فسافر الاب و ابنه يخطبون فتاة تعلق قلب الابن بها من اهلها ، فلما خطب الاب لابنه من اهل الفتاة و اعطوهم النية ، لكنهم اشترطوا عليهم و طلبوا منهم ان تكون ناقة الاب النجيبه لهم من ضمن المهر . فرفض والد الزوج اعطاءهم مركوبته من مهر الفتاة فرجع الاب و ابنه لبلدهم و اذا بالاب يرى الابن قد خيم عليه الحزن وضيقة الصدر من تصرفه حيث ارخص الاب الفتاة و اغلى مركوبته الناقة النجيبة في نظر ابنه . فلما لاحظ الاب على ابنه ، ذلك قال له : اريد ان اصطحبك معي في سفر و اذا رجعنا فابشر بالذي يسرك فتهللت اسارير الابن فرحا بهذا الخبر و اخذ يعد العدة للسفر بطيبة خاطر منه ثقة في وعد والده ، و بعد يوم سافر الاب و و ابنه معه - و هذا الابن غالي عند والده و ليس برخيص - المهم و في اثناء سفرهم على نفس الناقة مروا على الصمان بشدة القيض و الاب مردف ولده . و اقرب مورد ماء عنهم مسيرة ثلاثة ايام فتغافل الاب ابنه و وخز القربة بعدة وخزات من الابرة فلما اصبحوا وجدوا قربتهم فارغة فضاقت على الابن الارض بما رحبت ، و ظن ان الضماء سيلحقهم فيهلكون و هذا الذي اخاف الابن اما الاب فان قلبه على كرسيه و واثق بعد الله ان نجيبته ستوصلهم الماء قبل الاستدراك و العطش . فقال الاب لابنه ان المطية بامر الله مع التيسير ستوصلنا لمورد الماء قبل ان نضما فاتكلا على الله و جدا بالمسير فمضى لهم ممشى ثلاث ايام في ليلة واحدة و اذا بهم عند مورد الماء قبل الاستدراك بتيسير من الله و رحمة منه . فوردوا على الماء و شربوا و ارتووا بعد ذلك جاء على خاطر الاب و لسانه هذا البيت :