كنت ُ في غرفة مخيفة

أرى أناسا ً غرباء



وأنا ممدد على سرير أبيض

أشعر بشيئا ً يجعلني أنعس

تصارعني عيناي من أجل البقاء مستيقظتين

حيث ألمح شيئا يلمع في يد الرجل



وأسمعه يقول : نبدأ على بركة لله

لنحاول إنقاذ هذا الطفل الجميل

لم أكون أستوعب ما كان َ يقصده

تركته يفعل ما يريد

وأنا أنظر في زجاجة الباب وأرى

شخصين ينظرا لي و يبكيان

كأني أعرفهما

استرجعت ذكرياتي فعرفتهما

هما والداي

لماذا يبكيان ؟ شيء غريب ؟

حاولت الابتسام لهما لكني لم أنجح

كنت ُ لا أقوى على تحريك شفتاي

حاولت جاهدا ً ولكني فشلت

قررت أن أنظر لهما وأحاكيهما بعيني

فربما يفهماني ويتركان البكاء

فكنت أقول لهما هونا عليكما

ليس هنااك شيئا ً في هذه الدنيا يستحق بكاءكما

يردا علي كيف ذلك وأنت البكر

وأول فرحة لنا في الحياة

فقلت للرجال وفي عيني دمع يتساقط



أتركوني أموت لا أريد رؤيتهما يبكيان

فتحرك الطبيب وقال لماذا لم ينم ؟

ألم تخدره جيدا ً



رد عليه زميله بلى ولكني أستغرب ما جرى

لما يعلما أن ربي أراد لي أن أرى لحظاتي الأخيرة

يا لها من لحظات مخيفة .. غريبة .. سريعة

سمعت رجلا ً يقول

الحمد لله تعدى مرحلة الخطر و أنكتب له عمر جديد

فأستغربت إلى هذا الحد كنت في خطر

نمت بعدها نوما ً عميقا ً

واستيقظت في غرفة مضيئة وجميلة

تملؤها أشعة الشمس الصافية

بدأت أرى من حولي وجدت

أبي وأمي وأخوتي فرحوا

ابتسمت لهم فحمدوا الله

قلت لهم ماذا جرى ؟

قالوا حادث بسيط حصل لك

وأنت َ خارج من المدرسة

فقلت ُ لهم بشيء من البراءة

متى سأخرج لدي اختبار غدا ً

رد والدي علي لا تفكر بهذا الموضوع الآن

فقلت ُ حسنا أمرك

حاولت الجلوس لكن قدمي لا تساعدني

سألتهم ماذا جرى لها ؟

قالت والدتي لا تخف سوف تحركها يوم من الأيام

حزنت ُ وبشدة وبكيت في داخلي

وسألت نفسي هل أصبحت معاقا ً ؟

قضيت ليلي أبكي وأبكي



ومرت الأيام

كنت ُ يائسا ً من الحياة



كنت أتمنى الموت

لكن ربي لم يرد لي الإ الخير واختباري

لم أفهم ذلك الإ عندما رأيت شابا ً لا يستطيع

تحريك شيء في جسمه ما عدا رأسه

ومع ذلك كان قؤيا ً ومؤمنا ً بقضاء لله وقدره

كم كنت مغفلا ً وأنا أتمنى الموت لنفسي

شكرت ُ الله وبدأت أستعد للمواجهة

لن أقول المصيبة بس سأقول الاختبار

فبدأت أحاول وأحاول

كثيرا ً ما كنت أسقط على الأرضي

لكني لم أفقد الأمل

استحملت ألمي لبلوغ هدفي

وهو السير من جديد

بدأت بالكرسي ثم العصيان ِ

وبعدها تركت العصيان وبدأت

أمشي كالطفل ِ حتى نجحت

كنت فرحا ً كثيرا ً لأني اعتبرت ذلك

أختبارا ً نجحت فيه ..

ولن أنسى أني كنت يوما ُ أسير كرسي