الصادقون في حبهم دائماً ما يكون لقاؤهم مثل لقاء القمر والنجوم في سماء صافية هادئة تهف عليهم نسمة هواء رقيقة تحرك مشاعرهم لتتلاقي في سكون الليل الجميل مع أنغام هادئة لا تسمعها سوي آذانهم التي تعودت علي سماع تلك النغمات الصادرة من قلبهما لا من أي مصدر آخر. نغمات تردد كلمات العشق والشوق والاشتياق التي عاشت في داخلهما تردد أشواقهم التي كانت متأججة لهذا اللقاء. تهمس بهدوء بالشوق والحنين الذي ينبض بقلبيهما.

إن لقاء المحبين دائماً ما يكون فرصة لإطفاء نيران الاشتياق الملتهبة في داخلهما فإذا تلاقت عيونهما تعانقا في هدوء وسرحا بعيداً عن دنيا الواقع المرير حلما بدنياً من الحب والهيام لا توجد في الوقت الحاضر إلا في مخيلتهم فقط. ذهبا بعيداً عن كل الماديات الملموسة السخيفة التي تدنس الأماني وتحطم الأحلام الجميلة الوردية علي أرض صلبة لا تعرف للحب مكاناً ولا للأشواق زمان. فإذا امتدت الأيادي وتلاقت شعر الحبيبان بالتوحد والتلاقي يعيشان اللقاء ويأخذان من الشوق ودفء المشاعر أجمل المعاني وأرق الأحاسيس.

فإذا كانت تلك اللحظة نجد العيون تودع بعضها وهي تكاد تدمع وتشكي من قسوة تلك اللحظة وتحكي عن الاشتياق للقاء التالي.. فإذا حانت اللحظة تشابكت الأيدي بشدة معلنة رفضها للفراق معلنة رفضها أية لحظة وداع.

أما المحبين غير الصادقين كلاهما أو أحدهما في مشاعره فإن لقاءهما يكون مليئاً بالماديات أكثر من المشاعر الروحية الجميلة نجد لقاءهما جافاً قليل الكلام أو كثير الكلام لكنه كلام دون جدوي دون إحساس أو مشاعر. كلام زائف بدون أشواق كل ما فيه مزيف حتي الأشواق والمشاعر. كلمات تقال تملأها الرغبة أكثر مما تملأها الأحاسيس الجميلة. لقاء أشبه ما يقال عنه إنه لقاءاً رغبات ونزوات لا لقاء أحباء وعشاق لقاء جساد لا لقاء أرواح مثل لقاء المحبين.

دائماً تجد العيون ذائغة تبحث عن شيء لا تدرك ما هو والأيدي تتعثر تتباعد دون جدوي أو هدف واضح.. فإن استطاع الأول بزيفه أن يخدع هذا المحب.. كانت الكارثة الكبري.. فإذا حانت لحظة الفراق والوداع نجد المخادع يزيد من خداعه ومن ايهامه حبيبه بأنه سوف يشتاق له وأنه سيفتقده لحين اللقاء التالي ونجد المحب المخلص الوفي سارح حالم هائم في عالمه أن تمر الأيام والليالي في غمضة عين حتي يلتقي مع حبيبه من جديد