درء المفاسد

هناك استغلال مجحف لقواعد فقهية يجتزئها البعض خدمة لمآربهم.
منها قاعدة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) فيحذفون العبارة المتممة وهي (إذا اعتدلا). تماماً كالاستشهاد بآية (لا تقربوا الصلاة) دون إتمام (وأنتم سكارى).
القاعدة الفقهية هي أن (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا اعتدلا) أي: إذا تساويا. أما إن كانت المصالح أكثر من المفاسد فلا ينبغي حرمان الأمة خيراً كثيراً على مظنة فساد أقل. وإن كانت المفاسد أكثر من المصالح وجب درؤها.
إنها قاعدة تتماشى مع المنطق وسنة الحياة في أن لكل شيء إيجابيات وسلبيات. أما أن يُحرَّف النص بحذف تمامه ليتوافق مع هوى فرد أو أفراد بمنع المصالح الغالبة خشية مفاسد أقل، فهذا اجتزاء غير أمين للنص وتوظيف غير دقيق لجزئية منه وتعطيل لمصالح أمة كانت قادرة أن توظف خيراً كثيراً لتصحيح مفاسد أقل. كما أن منع ذلك الخير غالباً ما يفتح أبواب مفاسد جديدة لم تكن منظورة. إنهم كمن يحرِّم بيع العنب خشية اتخاذ البعض له سكراً.