تتنوع الخيانة بتنوع الأمانات والعهود، فكل نوع من الأمانة يقابله نوع من الخيانة لمن يؤديها، وكل عهد وميثاق يقابله غدر من نوعه لمن لا يوفي بتلك العهود والمواثيق، فالعهود أمانة، أوفوا بالعهود والصلاة أمانة وأولادنا أمانة في أعناقنا والوزن والكيل أمانة والودائع في حد ذاتها أمانة، وحينما تنقض عهداً دون اخطار الطرف الآخر في هذه الحالة أنك تأتي بأفعال تتعارض مع العهد المبرم وعندما تكذب يكون ذلك خيانة في الحديث ويحصل أن صديقك لك مصدق وأنت به كاذب وإذا نصحت أحداً بنصيحة كاذبة وليست في محلها فقد خنت صديقك وأيضا إذا سألك أحد يريدك أن تدعو له أو لأنك امام تؤم المصلين فتخص بالدعاء نفسك فقط دون غيرك فتكون قد خنته بينما الدعاء نفسه عندما تخصه لغيرك لك أجر الثواب وهنا كونك تمتنع عن ذلك هذه خيانة ولماذا لا تدعو لاخوانك المحتاجين لدعائك؟؟ فالدعاء لأخيك صدقة في ظاهر الغيب إن شاء الله.

وهناك خيانة الحياة الزوجية وخيانة التصويت في الانتخابات وخيانة العمل في قول النبي صلي الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه وخيانة العمل والتقصير فيه يجعل الأجر المترتب عليه حراماً ولا فائدة فيه. أيضا هنالك خيانة الدولة عندما يتجسس أحد بكشف الأسرار العسكرية لدولته للدول الأخري ولأعداء بلده وخيانة النفس وخيانة العين. من كتاب احذر الخيانة .

فالخيانة عموما من الرذائل التي حرمها الله تعالي وأجمع علي حرمتها العلماء فيجب علينا أداء الأمانة وعدم خيانة غيرنا كما نهي النبي صلي الله عليه وسلم أن يخون المسلم أخاه المسلم، قال صلي الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله .

وللخيانة آثار وخيمة مترتبة عليها منها أنك تطرد من رحمة الله والذل والضلال والعذاب الشديد والبلاء والضنك والفتن إذ أنه لا تقبل شهادة الخائن في قول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة .