يطلق عليه المتنافسون في ميادين السباق لقب “صاروخ الركض الجديد” على الرغم من أنه مصاب بإعاقة في رجليه، فأوسكار بستوريوس لا يملك ساقين مثل الآخرين، لكن بفضل الرجلين أو الشفرتين المصنوعتين من ألياف الكربون، يمكن لأوسكار تحدي الرياضيين الأقوياء، الذين يتمتعون بكامل أعضائهم الجسمية في أولمبياد بكين، وخلال السنوات المقبلة.

والواقع أن شفرتي أوسكار ستفتح المجال لظهور جيل جديد من الرياضيين المعاقين، بعد أن يستفيدوا من التقنيات المتطورة في عالم القطع البديلة لأعضاء الجسم.

بدأت حكاية أوسكار منذ أن كان عمره 11 شهراً حيث اضطر الأطباء لقطع رجليه من الركبتين، جراء مرض أصابه، ومنذ ذلك الحين، تحتم عليه العيش من دون رجلين، والتعود على قطع بديلة.

ولوحظ أن كفاءة أوسكار الفائقة في السباق تجعله متميزاً عن غيره من الرياضيين العاديين، إلى درجة أن الأمر غدا بمثابة اللغز المحير لخبراء الاتحاد الدولي لألعاب القوى (FIA)، الذين تساءلوا إن كان يتوجب عليهم ترك أوسكار للمشاركة في أولمبياد بكين أم لا.

إذ لم يعد الأمر يتعلق بإعاقته، بل في هذه القطع البديلة في جسمه التي تمنحه قوة خارقة تجعله يتفوق على أقرانه من الرياضيين الآخرين، الذين لا يعانون من أي مشكلة.


يذكر أن أوسكار حقق المركز الثاني في سباق ال 400 متر في بلده جنوب إفريقيا قبل 3 سنوات، وذلك بعد أن توقف عن ممارسة لعبة الرجبي.

والمعروف أنه يوجد حوالي 300 شخص حول العالم، يستخدمون الشفرات المصنوعة من ألياف الكربون كقطع بديلة في أجسامهم، علماً بأنه من الصعوبة بمكان اتقان التعامل مع هذه القطع منذ البداية، ويحتاج الأمر إلى وقت علاوة على سعرها الباهظ أيضاً.

وفي ما يتعلق بأوسكار، فإنه على ما يبدو قد شذ عن القاعدة حيث ساعدته التمارين المستمرة على تحطيم الأرقام القياسية لسباق المائة متر، ثم ال 200 متر وأخيراً ال 400 متر في أثينا عام 2004.

ونظراً لعدم وجود منافسين ضمن الفئة التي ينتمي إليها وضع أوسكار لنفسه هدفاً جديداً، يتمثل في المشاركة في أولمبياد بكين عام ،2008 ولكن في هذه المرة ستكون المنافسة ضد الأصحاء من الرياضيين، وحتى اللحظة قطع أوسكار خلال التدريبات مسافة ال 400 متر خلال 46 ثانية و56 جزءاً من الثانية، علماً بأن الرقم القياسي العالمي الحالي هو 43 ثانية و18 جزءاً من الثانية.

والواقع أنها ليست المرة الأولى التي سيشارك فيها لاعب يعاني من إعاقة جسدية ضد رياضيين أصحاء، ففي العام ،2000 شاركت العداءة الضريرة، مارلا رانيان في أولمبياد سيدني، ووصلت إلى المرحلة النهائية بقطع مسافة 1500 متر ثم تبعت ذلك بمسافة 5000 متر في العام 2004.