بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هي آهات في صدري ،، لايستخرجها أبيات شعر ولا طرب كلمات ،،

تكونت ،، وتجمعت بين أضلعي ،، حتى لم أعد أطيق الأنين ،،

ربما تستغربون هذه الآهات وهذا الأنين ،، لو عرفتم السبب !!

ولكن أنظر إليه من زاوية آلمتني ،، وجرحتني ،،


وربما يتبدد استغرابكم لو رأيتم الأمر من نفس زاويتي ،،



كلنا نعرف الإعلام وماهيّة الإعلام ،،

وكلنا نعرف أن إعلامنا العربي يستخدم أدق وأحدث الأجهزة لـ يوصل لـ المتلقي مايعرضه سماعياً أو مرئياً كان ،، بـ أفضل وجه ،،

ولكن أريد أن أبدأ بـ التلفاز كـ بداية ،،


وصل عدد قنواتنا العربية إلى أكثر من 400 قناة فضائية ،،


70% منها مابين مجون وقنوات لـ الفتن الجنسية والسياسية والدينية


30% منها مابين قنوات دينية واخبارية وثقافية وعامة


لا أريد أن أشعب الموضوع وأتكلم أكثر في تفاصيل مقرفة يشمئز منها العقل ،،

سـ أبسط الأمر ،،


أتذكرون حين كنا صغار ؟!!

كنا نرى المسلسلات ونستفيد منها دون أن نشعر


مثلاً :





كلنا نعرف هذا الوجه ،،

هذا جحا الذي جسّد شخصيته بـ كل عفوية الممثل اللبناني القدير انطوان كرباج ،،

لم أملّ أبداً من مشاهدة حلقاته ،، والتي استفدت منها ،، على الحد الأدني

أضحكتني (( من القلب ))

وهذه أقل فائدة ..

واستفدت منه قصصاً طريفة أرويها لـ الصغار من العائلة حتى أستطيع أن أجذب برائتهم لـ أنسى ما أراه من مئات الوجوه بـ أشكال وألوان مختلفة لـ أشخاص معدودين !!!

وكذلك مسلسل أشعب وأبو دلامة وهارون الرشيد وغيرها كثير ،،

كانت إن لم تكن مفيدة بـ معلومة ،،

أفادتك بـ طرافة صادقة تصنعها المشاهد ..


وأما مانراه اليوم من مسلسلات تصيب الرأس بـ الإمساك الفكري والصداع والشقيقة من هول مانسمع من نباح ونعيق ،،

ولانستفيد الا وجع الرأس وضياع الوقت فيما لاينفع !!!


وحتى البرامج القديمة





من منكم لايذكر الدكتور عمر الخطيب رحمه الله مقدّم برنامج بنك المعلومات ؟!!!

ذلك العبقري الذي كنت أسجل حلقاته وأرى الحلقة الواحدة أكثر من عشر مرات لـ أثبت مابها من معلومات في رأسي الفارغ ،، حتى جمعت فيه مايقيني من جوع المعلومات ..

له الفضل بعد الله في حبي لـ جمع المعلومات وحفظها ،، لأن حلمي كان أن أشترك في برنامجه لـ أستفيد منه (( وكان حلم طفل ))



ومن منّا أيضاً لايذكر برنامج سين جيم وبرنامج مختصر مفيد وبرنامج كان وأخواتها لـ الإعلامي الكبير شريف العلمي رحمه الله ؟!!!







كم استفدت من هذا الشخص وكم ضحكت من جمال أسلوبه الطريف ،، الذي كان يعطيك قصّة طريفة تسمعها وتضحك ،، وتكتشف بعد ذلك أنك اكتسبت معلومتين أو أكثر دون أن تشعر !!




وكم الفرق شاسع الآن بينها وبين البرامج المسابقاتية الحالية التي يكون أصعب سؤال فيها

2 + 2= كم ؟!!


هذه البرامج التي أصبحت لـ القنوات كـ البقرة الحلوب ،، تجلب لهم الاتصالات وتدر عليهم الأموال دون أن نستفيد سوى خراب الجيب !!!




وحتى برامج الأطفال كانت تثقيفية ،، بـ أسلوب جمالي بريء بـ براءة تلك الوجوه الطفولية التي تتابعه

كـ يرنامج المناهل مثلاً :





وبرنامج افتح ياسمسم :





كانت برامج تثبت قيمنا الإسلامية وتزيد من ثقافتنا العربية والإسلامية دون أن تمس أخلاقنا أو تجرحها


وفرق بين برامج الطفل اليوم ،،


التي يستحي العاقل أن ينظر إليها لما فيها من إسفاف وغسل أدمغة الطفل (( غسيل وكوي مستعجل ))،،




وكذلك كانت المسلسلات الكرتونية

فلونة مثلاً :



وجزيرة الكنز :





التي لاتتعدى كونها قصّة مسلية ،، تبكينا وتضحكنا ،،

بـ أصوات المدبلجين العرب أمثال مسافر عبدالكريم ،، وعبدالرحمن العقل ،، وألفيرا يونس ،، ووحيد جلال الذي جعلنا نحب سلفر في جزيرة الكنز رغم شرّه ،،وغيرهم كثير وكثير ممن يتقن الفصحى ويجيدها بـ امتياز لأنه يعلم أن هذا البرنامج جمهوره أطفال ويتلقنون كل مافيه ،، حتى في صحّة اللغة ومخارج أحرفها ،،


وفرق بينها وبين مايعرض اليوم لـ الأطفال من حروب وقتال وعنف وأمور خرافية وبعضها وصل إلى التعدّي إلى الحدود الغيبية الإلهية !!

فـ لعبت في عقولهم وهزّت ثقتهم في دينهم ..



كم كنت أحس وقتها أن الوطن العربي فعلاً واحد ،،

ولافرق بين العرب بـ اختلاف جنسياتهم ،، لـ شدّة ما أحببت في تقديمهم وروعته ،،


وكم أحس أننا اليوم بعيدون كل البعد رغم تعدد القنوات العربية التي تعتبر مدخلاً لـ ثقافة وحضارة دولتها ،،


كم في قلبي من صرخة ألم على فرقتنا ،، وكم في قلبي من غصّة حنين لما مضى ...





لم أتعود الكتابة عن الفن والفنانين وعن البرامج والإعلام ،، ولكن مايحدث في غزّة وانصراف الكثير عنها ،، حتى إن بعضهم يستكثر الدعاء ،، وكأنه مجبور عليه ،، فجّر فيني هذا الحنين وهذه الآهات

هكذا تظرت من زاويتي لـ إعلامنا العربي ،، الذي ساهم في فرقتنا ،، ورغّبنا في شهواتنا


عذراً عـ الإطالة ،، وعذراً على الثرثرة ،، وعذراً غزّة