يقول الرزين الكاتب : اجتمعنا يوما انا وابو نواس وعلي بن الخليل في سوق الكرخ ،
فقال ابو نواس : ادبر من كان في نفسي ، وكان اسرع الخلق في طاعتي
فما ادري ما احتال له ؟؟
فقال ابن الخليل : سل شيخك وأستاذك يعطّفه عليك ،
فقال ابو نواس : من تقصد ؟؟

فقال ابن الخليل: من انت في طاعته ليلك ونهارك _ يقصد بذلك ابليس _ ، فإن لم يقض لك بذلك فما ينبغي ان تسأله مسألة ولا تقر عينه بمعصية ؟؟

فقال ابو نواس : هو أسدُّ من ان يخلّ بي او ان يخذلني ....
فانقضى مجلسهم ذلك ..ومرت أيام ..
واجتمعنا في نفس الموضع..واخذنا في احاديثينا
وضحك ابو نواس ...فقلنا ما أضحكك؟؟ فقال ابو نواس: ذكرت قول علي بن الخليل يومئذ
( سل شيخك يعطفه عليك) ..
يقول ابو نواس : فسألته_ يعني شيخه ابليس _ ، فقضى الحاجة وما مضت والله ثالثة حتى أتاني من غير ان ابعث اليه ، ومن غير أن استزيده ، فعاتبني واسترضاني ، واحسب الشيخ ( يعني ابليس ) كان يتسمع علينا في وقت كلامنا
وقد قلت ابياتا في ذلك :

فقلنا : هاتها ..

فأنشد هذه الابيات


لما جـفاني الحبـيب وامتنعت** عنـي الرسالات منه والخبرُ
واشتد شـوقي فكاد يقــتلني** ذكر حبيـبي ، والهم والفكرُ
دعـوت إبليس ثم قلت له** في خـلوة ، والدمـوع تنـحدرُ
أما ترى كيف بليت وقد** أقـرح جفـني البـكاء والسهرُ ؟
إن أنت لم تلق لي المودة في** صــدر حبيبي وأنت مقتدرُ
لا قلت شعراً ، ولا سمعت غناً **ولا جرى في مفاصلي السكرُ
ولا أزال القــرآن أدرســه **، أروح في درسـه وأبتـكرُ
وألزم الصـوم والصـلاة ولا ** أزال دهــري بالخير أأتمرُ
فما مضت ، بعد ذاك ثالثة **حتى أتـاني الحبيــب يعــتذرُ
:: منقول من ديوان ابي نواس ::