محمد الرطيان


(1)
في أمريكا، ومع توقيت توزيع جوائز الأوسكار العالمية لأفضل الممثلين، وبقية المهن التي تدخل في صناعة السينما من إخراج، ومونتاج، وتصوير، وإنتاج، وإضاءة... إلى آخر الأشياء والإبداعات التي تدخل في صناعة الأفلام، يأتي مهرجان آخر على النقيض تمامًا يوزع الجوائز لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم وأسوأ مخرج.. وهكذا. تخيلوا (مجرد خيال) أن لدينا مهرجانًا محليًا مشابهًا لمهرجان الأسوأ: نرشح فيه أسوأ وزارة، وأسوأ إدارة، وأسوأ هيئة وطنية، وأسوأ أمين أمانة، وأسوأ جامعة، وأسوأ مشروع، وأسوأ تصريح لمسؤول خلال هذا العام، وأسوأ قرار، وأسوأ... أي شيء يخطر على بالك!
أظن -والله أعلم- أنه ستكون هناك منافسة شديدة في الفئات كافة، وإن كانت هوليوود تكتفي عند كل فئة بخمسة مرشحين للحصول على الجائزة.. فلدينا الأمر سيختلف لتتجاوز كل فئة أكثر من عشرة مرشحين لنيل الجائزة!
وسيحتار “النقاد” كثيرًا خلال فرز السيئ، والأسوأ، والسيئ جدًا، وبالغ السوء!
بل انك ستجد وزارات تفعل مثلما فعل فيلم التايتنك أو القلب الشجاع و“تكحش” كل الجوائز لوحدها.. وسيكتب على واجهة مبناها وفي أوراقها الرسمية عبارة مثل “حائزة على ثماني جوائز أوسكار”:
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ وزارة/ إخراج وتمثيل.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ مشروع/ إنتاج.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ تصريح/ سيناريو.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ زيارة “مفاجئة”/ موسيقى تصويرية.. وستحجب الجائزة لأن الموسيقى حرام.
(2)
هذه بعض الأسماء التي يرى النقاد وبعض المراقبين أنها مرشحة وبقوة
للحصول على بعض الجوائز:
هيئة الاستثمار، وزارة الصحة، مطار الملك عبدالعزيز، وزارة الخدمة المدنية، أمانة جدة، وزارة التربية والتعليم، الخطوط السعودية، تصريح رئيس حماية المستهلك، القطار والملعب، ساهر، وزارة المياه والكهرباء، جامعة الملك سعود... والقائمة تطول، والتنافس على أشده!
(3)
قبل الانترنت والمواقع الالكترونية للصحف كان يكتفي القارئ بدوره كمتلقٍ فقط.. الآن القارئ شريك في كتابة النص (خاصة إذا كان يعنى بأمور حياته اليومية) ويستطيع بتداخله وتعليقه ونقله للمقالة أن يجعلها مؤثرة أكثر. فلنفترض عزيزي القارئ أن هذه المسابقة “الأوسكار المحلي” تفعل مثل بعض المسابقات الأخرى وتفتح المجال للتصويت.. لمن سيذهب صوتك؟
أمامك خياران:
اما أن تحرك “صوتك” ليؤثر بالنتيجة.. ويفوز مرشحك المفضل / أقصد الأسوأ!
أو أن تفوز أنت بأوسكار أسوأ كومبارس!
رغم أنني لا أذكر أي “كومبارس” في التاريخ حصل على جائزة.. حتى جائزة السوء..
الجوائز لا تذهب إلا لأصحاب الأدوار الرئيسية!