( بِسمَ الله الرَحمنُ الرحيّمْ )


( نُبذةٌ مُختَصرةْ عَنْ الشَاعِرُ اليَمنيْ الكَبيّرْ عَبدُالله البَردونِيْ )


- عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين البردوني.
- ولد في قرية البردون .. شرق مدينة ذمار.. اليمن عام 1929م.
- أصيب بالجدري وهو في الخامسة أو السادسة من عمره وعلى إثره فقد بصره.
- بدأ تلقي تعليمه الأولي في قريته وهو في السابعة من العمر، وبعد عامين انتقل إلى قرية
(الملة عنس)، ثم انتقل إلى مدينة ذمار وهناك التحق بالمدرسة الشمسية.
- حين بلغ الثالثة عشرة من عمرة بدأ يغرم بالشعر وأخذ من كل الفنون إذ لا يمر
مقدار يومين ولا يتعهد الشعر قراءة أو تأليفاً، قرأ ما وقعت عليه يده من الدواوين القديمة.
- انتقل إلى صنعاء قبل أن يتم العقد الثاني من عمره حيث درس في جامعها الكبير،
ثم انتقل إلى دار العلوم في مطلع الأربعينيات وتعلم كل ما أحاط به منهجها حتى
حصل على إجازة من الدار في (العلوم الشرعية والتفوق اللغوي).
- عين مدرساً للأدب العربي شعراً ونثراً فيدار العلوم.
- رأس لجنة النصوص في إذاعة صنعاء، ثم عين مديراً للبرامج في الإذاعة
إلى عام 1980م.
- استمر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي في إذاعة صنعاء (مجلة الفكر والأدب)
بصورة أسبوعية طيلة الفترة من عام 1964م حتى وفاته .
- عمل مشرفاً ثقافياً على مجلة الجيش من 1969م إلى 1975م، كما كان له
مقال أسبوعي في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان «قضايا الفكر والأدب» ومقال أسبوعي
في صحيفة الثورة بعنوان «شؤون ثقافية».
- من أوائل من سعوا لتأسيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد انتخب
رئيساً للاتحاد في المؤتمر الأول.

شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها
شعر اليمن المعاصر ، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية
كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من
كل الصيغ والأشكال ..


أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده
فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح .

يقول واصفاً حاله في السجن :

هدني السجن وأدمى القيد ساقي
........ فتعاييت بجرحي ووثاقي

وأضعت الخطو في شوك الدجى
........ والعمى والقيد والجرح رفاقي

في سبيل الفجر ما لاقيت في
........ رحلة التيه وما سوف ألاقي

سوف يفنى كل قيد وقوى
........ كل سفاح وعطر الجرح باقي

شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية
حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية
وكافة اشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي ان يكونا‚ وبدأبالمثقف
الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚
رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚
لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله
يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه
تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث
وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن‚ وهو صاحب نظرة صوفية
في حبهم ومعاشرتهم إذ يحرص على لقائهم بشوشا طاويا ما في قلبه من ألم ومعاناة
ويذهب الى عزلته ذاهلا مذعورا قلقا من كل شيء .
تناسى الشاعر نفسه وهمومه وحمل هموم الناس دخل البردوني بفكره
المستقل الى الساحة السياسية اليمنية‚ وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد
عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام
1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚
ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها
السيرة الذاتية..‚


يتبع ~ :25ar: