السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك مغالطة كبيرة وهي أن أولاد النبي لابد أن يكونوا أنبياء , وهذا خطأ ..لأن منصب النبوة هو أختيار واصطفاء من قبل الله تعالى وليس وراثي .. ولهذا نعرف ماجاء في قصة النبي نوح عليه السلام مع أبنه الضال ..

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) سورة هود

فربما كانت الحكمة من وفاة أبناءه صلى الله عليه وآله وسلم ، حتَّى لا يُفتن بهم بعض المُحبِّين، ويظنوا أن النبوة سَيَرِثها أحد أبنائه كما كانت تُورث في بني إسرائيل، ولذلك أكَّدَت النصوص أن الرسالة خُتمت ولا نبيَّ بعده ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والله أعلم ..



والشيء الآخر , إن مناسبة نزول سورة الكوثر حسب ما يقول المفسرون أن أحد أقطاب المشركين و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله وسلم ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجد الحرام ، فتحدث مع النبي (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .



فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟



قال : ذلك الأبتر ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسله ، ذلك لأن إبناً لرسول الله من خديجة يسمى عبد الله كان قد توفي قبل ذلك بفترة .



فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر و هي : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } ، رداً على العاص الذي زعم أنه (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) أبتر .



أما المعنى فهو أن الله أعطاك الكوثر وهي فاطمة الزهراء رضي الله عنها وسوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة .

و قال الإمام فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) بعدم الأولاد ..

بل و هذا الرأي أرجح في ميزان التحليل العلمي المحايد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكي تُقرر في الحقيقة أمرين :

1. إن البنت هي كالابن من حيث اعتبارها من الذرية و النسل و العقب .



2. إن الله عَزَّ و جَلَّ سيرزق النبي (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه (صلَّى الله عليه و آله وسلم ) سيبقى حياً و متألقاً على مرّ العصور و على طول التاريخ .



النقل مسموح والعتب مرفوع والرزق على الله :confused: