[moveo=down][align=center]# إلى كل أب وأم وشاب .[/align][/moveo]







“الأجنبية أرخص” .. هذا ما رد به أحد الشباب على أهله حين عاد من رحلته الدراسية في الخارج بزوجة أجنبية .. حين قتل آمال أهله وأحلامهم في تزويجه من بنت الحلال التي لطالما تمنوها لأبنهم. هكذا فاجأ أمه المسكينة بتلك الأوروبية، فوقع عليها الخبر كالصاعقة أو أشد، هذا كان رده على تلك الأحلام الجميلة والأماني الوردية التي رسمها له أهله بماء الذهب ليحققوها له حين عودته من رحلته الدراسية، ولكن بدل أن يعود إليهم بما يفتخرون به، عاد إليهم قائلاً: “هي أرخص، فزواجي منها لم يكلفني إلا بضعة دولارات”.

وأرد عليه قائلة: نعم هي أرخص، ولكنها ستفلسك بعد ذلك، بعد أن تمسك بزمام الأمور .. بعد أن تقع الكارثة .. بعد أن تتعلق بأبنائك منها وتوقن بأنك لا تستطيع مفارقتها، بعد أن تغرقك في الديون، وتثقل كاهلك بالآهات والهموم .. يوما تريد سيارة، ويوما شقة، ويوما السفر إلى بلادها، ويوما لا يعجبها عملك أو مكانه، فهي ليست تلك التي تبحث عن الاستقرار والبيت السعيد، بل هي من عالم آخر، وبيئة أخرى، تربت على اللعب واللهو واللا مبالاة .. تربت على الخروج والتنزه والحفلات .. تربت على الحرية التي تعني ألا تقيدها بالبيت والجلوس لتربية الأبناء، وصون الزوج والنفس والمال، لأن لها عادات مختلفة وتربية مختلفة، ومبادئ أخرى وأخلاقاً أخرى .. السكن والأمومة والزوجية لا تعني لها شيئاً، لا تعني لها السعادة التي تنشدها كل فتاة مؤمنة صالحة في بلدك، تلك الصفات التي تتميز بها بنت بلدك، تلك التي فطرت على العفة والأمومة وحب الزوج وطاعته.

تلك التي أرضعت الحنان والعطف وحب الوطن والسكن .. تلك التي ربتها أمها لتكون ربة بيت صالحة وصانعة أجيال المستقبل، والزوجة الطائعة المخلصة لزوجها وبيتها وأهلها ووطنها، هذه هي بنت الوطن لا تكتفي بعطائها لك ولبيتك ولأبنائك، بل تتعدى ذلك لكي يعم خيرها وعطفها أبويك وأسرتك وأهلك أيضاً، فهي تعتبر أباك أباها، وأمك في مقام أمها، وأهلك أهلها، فلا تجرحهم ولا تبغضهم، على عكس الأوروبية، فهي تطرد من بيت أهلها بعد الثامنة عشرة، وان لم تدفع أجرة مسكنها ومأكلها، تكون باغضة لهم، فكيف تطلب منها أن تحب أهلك الذين لا يربطها بهم عرق أو وطن؟

هذه نقطة من بحر صفات بنت وطنك وبلدك، فمحال أن تجد ما فيها في تلك الأجنبية غريبة العادات والأخلاق كتلك الأمريكية أو الفلبينية أو الروسية وغيرهن، وصدق أجدادنا حين قالوا: “حلاوة الثوب رقعته منه وفيه”.

وأبصم بأننا لو بحثنا في داخل كل شاب تزوج من مثل هؤلاء الأجنبيات، لوجدناه نادما أشد الندم على تهوره، ولكنه لا يبوح بما في داخله من بركان الندم، لكي يبعد نفسه عن شماتة الناس فيه، وتأنيب وعتاب أهله له، أو لأن قلبه معلق بأبنائه وصغاره منها، وتجد آخرين قد تعودوا على تلك الزوجة المتسلطة المهملة التي ضيعت لهم دنياهم وآخرتهم.

فمثل هؤلاء قد تعودوا عيشة الذل والهوان، فأصبحت حياتهم تسير بلا شكوى، وأخيراً أختم قولي ببرقيات سريعة:

* إلى كل أب وأم: لا ترسلوا أبناءكم إلى بلاد الحريات المطلقة وهم غير محصنين، فالنفس البشرية ضعيفة، والشيطان لا يمل ولا يكل عن إغوائنا.

* إلى كل شاب يدرس في الخارج: الله الله في دراستك وأهلك الذين ينتظرونك بفارغ الصبر، لكي يفتخروا بك، فلا تجعل لذة ساعة، وهوى فاسداً ساقطاً يرديانك إلى الهاوية، وتذكر قول الشاعر:

إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى

إلى كل ما فيه عليك مقال

* إلى دولتي الحبيبة:

أسأل الجهات المعنية أن تضيق على الشباب زواجهم من الأجنبيات، وتعمل ما في وسعها لمنع حصول زوجاتهم على جوازات دولتنا، كي لا يحملها كل من هب ودب.

( منقول ) .