يـحـكـى فـي قـديــم الـزمـان أنــه كــانــت هـنـاك أمــرأة فـقـدت زوجــهــا

الـذي كـانــت تـحـبــه حـبـا جـما ، فـوضـعـت جـثـمـانــه فــي تـابـوت ، ولـم

يــسـتـطــع أحـد أن يـقــنـعــهــا بـألا تـنـفـطــر حـزنــا عـلــيــه ، وعـاشـــت

بـاسـتـمــرار فـي مــنــزل بـجـوار قــبـره حـزيـنــة ، تــنـعـي هــذا الـعـزيــز

الـغـالـي. وبـهـذا الـنـمـوذج الـعـفـيـف لـلأرمــلـة اكـتـسـبـت شـهــره عـالـيـة

كــمــا نــالــت احـتـرام الـنـاس وتـقـديـرهــم .

وذات يــوم اتـهـم لـص بـالـسـرقـة وحــكــم عـلـيـه بـأن يـصـلـب ، وقـد جـرت

الـعـادة أن يـكـون هـنـاك جـنـود يـحـرســون جـثـث مــن صـلـبـوا ويـمـنـعون

الـلـصـوص مـن سـرقـتـهـا ، وكـانـوا يـجـلـسـون بـجـوار الـقـبـر الـذي دفـنـت

فـيـه الـمـرأة زوجــهــا وعـاشـت فـي الـمـنـزل الـمــجـاور، وحـدث أن نــــال

العـطـش ذات يـوم من أحـد الـجـنـود فـطـلـب جـرعـة مـاء مـن جـاريـة الـمرأة،

وانـفـتـح الـبـاب عـن جـرة صـغـيـرة ورأى الـجـنـدي الأرمـلــة أول مــرة .

كـانــت امــرأة رقــيـقـة رائـعــة الـجـمــال فــوقـع فـي غــرامــهــا مـن أول

نـظـرة ، وبـدأ يـخـتـلـق الأعـذار لــرؤيـتــهــا كــل يـوم، مـحـاولا أن يـتــودد

الـيـهــا ، وشـيـئـا فـشـيـئـا بـدأت الـمــرأة تـلـيـن وتـسـتـسـلـم لـغـزلــه .

ثـم وقـعـت هـى الأخــرى فــي حـبــه . وهــكــذا أصـبـح الـحـارس يـقـضـــي

لـيـالـيـه مـعـهـا . وذات لـيـلــة أخـتـفـت جـثـة مـن الـجـثـث الـتـى تــم صـلـبها

وكـان الـحـارس يـقــوم عـلـي حــراسـتـهــا دون أن يــدري، وفـي الــصـبـاح

أخـبـر الـحـارس مـعـشـوقـتـه بـمـا حدث وهـو مـذعــور ، لـكن جــوابـهـا كـان

حـاضرا : (( لـيـس ثـمـة مـا يـدعـوك الـى الـخـوف والـرعـب عـلى هـذا الـنـحـو ،

خــذ جـثـة زوجــي وعــلـقــهـا مـكـان الـجـثـة الـمـسـروقـة ! حـتـى لا تـعـاقب

بـسـبـب اهـمـالـك فـي الـحـراسـة ! )) .

وبـهـذا الـعـمـل الـقـذر فـقـدت الـمـرأة احـتـرام الـنـاس وسـمـعـتـهـا الـطـيـبــــة

الـسابـقـة ، وأصـبـحـت نـمـوذجـا لـلأثـم والـفــجــور .



كامل الاوصاف