كـان الـصـديـقـان مـسـافـران مـعــا عـنـدمـا ظـهـر الـدب فـجــأة فــي الـطــريـق .

فـتـسـلــق الأول الـشـجــرة بـسـرعـة و اخــتـبـأ هـنــاك. أمــا الآخــر فـقـد شــعـر

أن الـدب سـوف يـفـتـرسـه لا مـحالـه ، فـألـقـى بـنـفــسـه عــلـى الأرض وتظـاهـر

بـأنــه مــيــت . وعـنـدمــا وصــل الــيــه الــدب راح يــمــر بـأنـفــه فــوق جــســده

ويـتـشـمـمـه ، لأن الـدب عـلى ما يـقال لا يـأكـل الـجــثـة ، وعـنـدئــذ كـتـم الـرجـل

أنـفـاســه حـتـى لا يـدرك الـحـيـوان أنــه حــي ، فـتـركــه الـدب وســار الى حـال

سـبـيـلـه . عـنـدئـذ هـبـط الأول مـن فـوق الـشـجـرة وسـأل صـديقـه : (( بــمـاذا كان

يـهـمـس لــك الـدب فــي أذنــك ؟ )) فـأجــاب : (( كـان يـقـول : فـى الـمـستـقـبل

لا تــســافــر مــع أصـدقــاء لا يـقـفـون الــى جــانـبـك وقــت الــحــاجــة )) .

فـعــلا الـصـديــق الــحــق يــظـهــر وقــت الـشـدائــد .



رحـــيــق الـــورد