[ أشلاء بقايا المستقبل
فاطمة الراوي
صمت موحش يشعرني بالانقباض الساعة ترن تراك تراك باقي ساعتين و تبدأ الندوة سأذهب للندوة و معي ابنتي الصغيرة التي تبلغ ساعات من عمرها سآخذها معي فهي الشاهد الوحيد علي سخرية القدر أتت للدنيا و هي معاقة مفاصلها الأربعة مبتورة أحاسيسها معدومة لا تشبهني في أي شئ مسافات بعيدة بيني و بينها سأجب من شهادة ميلادها نسبها لي أنا من عالم به أحاسيس فرح حزن عالمها هي ليس به احساس كل شئ به جامد
ترن ترن رنين الهاتف يزعجني رفعت السماعة فؤجئت بصديقتي تقول:سأقابلك بعد دقائق في الندوة
وضعت السماعة و صديقتي تواصل حديثها تذكرت الندوة فتحت دولاب ملابسي وقعت عيني علي فستان أسود يلاءم اللحظة الجنائزية لحظة قدوم ابنتي المعاقة للحياة ألقيت بالفستان غاصت يدي في الحقيبة تلمست قصصي بناتي الأخريات قارنت بينها و بينهن هن كبيرات بهن احساس و حركة و هي جامدة ليس لها معني هي ابنة الحداثة
تراك تراك الساعة دقت الآن سيقول رئيس الندوة:
بسم الله الرحمن الرحيم سنبدأ الندوة
سحبت كابل الهاتف ألقيت بابنة الحداثة وسط اخواتها لعلها و هي وسطهن تنمو و تصبح واحدة منهن ثم أغلقت الحقيبة و غرقت في نوم عميق



تمت
[/font][/font][/size]