السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لم يعرف المسلمين بعد تعرض الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم

لسخرية والاهانة من قِبل صحيفة دانماركية سوى صب الغضب العارم على زبدة

لوبارك ووضعها تحت بند المقاطعة الصارم ..!!

ربما لو كان هناك تاجراً شاطر لتبادر في ذهنه عن صفقة تجارية تدر عليه

أرباحاً خيالية عن طريق ابتكار زبدة جديدة يطلق عليها اسماً دينياً ولنقل مثلاً

"زبدة البركة"

التجارة بالدين من أفضل المشروعات عالم التجارة فهو الطريق السريع الى المال

الوفير . وليس هناكَ تجارة كبيره كمثل التجارة بعواطف الناس الدينية والعزف

على هذا الوتر الحساس، وتسارع العقول المغيّبة من المسلمين لتلبية الدعوة لمثل

هذه التجارة الدينية اعتقاداًبأنها بذلك تنفذ التعاليم الاسلامية وتنتصر له ..!!

كلنا نتذكر قبل أعوام حينما انطلقت الدعوات قِبل الجهات الدينية والصحف

لمقاطعة البضائع الأمريكية بسبب مواقفها "المخزية" من قضايانا نحن المسلمين

فما قاطعنا حتى غرقت أسواق العرب والمسلمين ببضائع جديده تحمل أسماء

دينية كبديل للبضائع الأمريكية. ومن أشهرها المشروبات الغازية "بيبسي زمزم"و

"كولا مكة"وربما تصورنا اننا بالفعل قد قاطعنا البضائع الأمريكية أو إننا

باستطاعتنا الاستمرار بمقاطعة منتجات العالم الأول من حيث الصناعه الغذائيه

والدوائيه ..!!

وعادة يتم الطرح لمثل هذه المنتجات "المباركة" والترويج دينياً لها عندما تنطلق

الدعوات والاعلانات لمقاطعة المنتجات الأوروبية أو الأمريكية مستغلة العواطف

وألاحاسيس للناس

والآن بعد أن وضعنا "زبدة لوبارك" تحت بند المقاطعة سنتوقع أن يتم الترويج

لزبدة سعودية أو أية زبدة عربية أخرى لتجاره الجيده والمربحه في قضايا

الدين..

واكثر مايدهشك في الموضوع أن الذين يطالبون اليوم بمقاطعة زبدة لوبارك من

قبل قد طالبو مقاطعةالبيبسي والكوكا كولا والماكدونالد، لا نجدها قد استمرت كثيرا

لان المجتمع دائما يكون مغيب عن الوعي وينسى التجارب المره ...

ان ما قامت به الصحيفة الدانماركية من السخرية بالرسول الاعظم صلى الله

عليه وسلم أمر مرفوض رفضاً تاماً ولن يقبل به أحد من المسلمين أو من

غير المسلمين..

ولكن دعونا نكوناكثر واقعيه وصريحين وان نبتعد عن الحديث العاطفي الذي

يدغدغ حماس الجمهور الديني


لماذا لم نسأل أنفسنا عن السبب الذي يجعل من صحيفة دانماركية تسخر من

الرسول الاعظم "ص"

لماذا لا نريد أن نعترف أن ما يقوله عنا الآخرون والصورة التي تكونت عنا لديهم

انما بسبب تشويه بن لادن والزرقاوي والظواهري ومَن لف لفهم..للاسلام

ولافكار الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم

وهاهي الفرصة اليوم مناسبة تماماً لاصحاب المنابر والكتاب لاستغلال هذه

الحادثة وشحن عواطف الناس لكراهية أي شيء يمت بصلة للغرب وللاديان

الأخرى وسوف يتم استغلال هذه المناسبة للمتاجرة بالشعارات وجملة الأقاويل

الأخرى المعتادة من جديد وبنغمة أقوى..

لا نريد أن تكون نصرة الرسول الاعظم "ص" من خلال دعوات

المقاطعة الساذجة التي تدعوا لها تيارات الاسلام السياسي وتجد رواجا جديدا لبث

سمومها الدينية تجاه كل مَن يختلف معنا وأيضاً هناك من وجدالحادثة مناسبةً جيدة

للاستثمار التجاري بالدين..

ليتنا نعرف كيف ننتصر للرسول صلى الله عليه واله وسلم بطرق حضارية راقية

تبيّن للعالم أخلاق الرسول الاعظم "ص"بدلاً من هذه الدعوات

الفارغة والساذجة تستخدم الدين للمتاجرة واللعب على العواطف والمشاعر الدينية..


دمتم في رعاية الله