«أنت لا تكرهني.. أنت تكره الصورة التي تكوِّنها عنّي.. ولكن هذه الصورة ليست أنا.. وإنما هي أنت»!

هذه الكلمات تنطبق تمامًا على نظرتنا للآخر.. ونظرة الآخر لنا..! .. فتقييم الآخر من خلال ذواتنا.. وأفكارنا.. وثقافتنا.. تقييم خاطىء..

الكون ألوان.. لماذا أصر على أن أصبغه بلون واحد.. لمجرد أنه لوني المفضل؟!

الكون أجناس.. لماذا أنظر لهم بدونية لمجرد أنني منحاز لجنسي؟!

الكون أفكار.. لماذا أرفضها لمجرد أنها تتعارض مع قناعاتي؟!

الكون أديان.. لماذا أعاديهم.. وأكفرّهم لمجرد أنهم ليسوا من الدين الذي أعتنق؟!..

الكون ثقافات.. لماذا أفاضل بين ثقافتي وثقافة الآخر لأستعرض أفضل ما لدي وأسوء ما لديه؟!.. الثقافات ما خُلقت لتتفاضل بل لتتكامل.

الكون اختلاف.. هكذا أراده الله.. كل شيء فيه متعدد.. والله وحده واحد.. ومع ذلك التعدد فالأقرب والأكرم عند الله هو تقوى..


" يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجلعناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".. (صدق الله العظيم).. فلماذا أناضل من أجل أن أقاتل المختلفين؟!

ولن أُصبح حرًا وأرتقي وأتطور وأسمو إلا إذا اعترفت وتقبّلت واستوعبت وقدّرت الآخر.. كما هو.. وحاورته بالمحبة وبالحسنى.. "وجادلهم بالتي هي أحسن "

والآن.. وبعد أن عرفت ذلك.. لماذا تكرهني؟!