«1»

في هذا الزمن.. الشباب يتزوجون من أي فتاة على وجه الأرض.. إلا التي أحبوها!!!

«2»

في هذا الزمن بالذات من الضروري أن يكون لكل شاب حبيبة رئيسية وحبيبة أخرى احتياطية وحبيبة ثالثة فقط لأنها جميلة، وحبيبة أخرى لأنها مسلية، وحبيبة صلاحيتها لمدة سنة وأخرى لمدة شهر، وحبيبة صلاحيتها قابلة للتجديد إذا لزم الأمر، وإذا لم يلزم فلا حاجة للتجديد!!!

«3»

«أول مكالمة بين شاب وشابة»: كل شيء حاضر إلا الصدق.. كل شيء موجود إلا الصراحة، الاسم مزيف والعمر أيضاً مزيف، والشهادة بلاشك جامعية والوظيفة بدون جدال مرموقة، والهوايات بدون ريب شاعرية والعبارات من أول المكالمة إلى آخر المكالمة رومانسية، والهدف الوحيد هو الزواج ولا غير الزواج.

«المكالمة الأخيرة»: كل شيء غائب إلا الدموع.. كل شيء مفقود إلا الآهات وكل شيء غال إلا الفراق.. الفتاة تبكي وتشكي والشاب صامت لا يحرك ساكنا. قبل أن تنتهي الفتاة المسكينة من شرح آلامها وسرد أحزانها وبث جروحها ونزيفها.. سماعة الهاتف تغلق فجأة في وجهها وبقوة، «ورحم الله الهوى.. كان صرحا من خيال فهوى».

«4»

الحب في هذا الزمن هو لمجرد الحب، ولكي تتأكدوا أكثر اذهبوا إلى اقرب شاب عاشق، اقتربوا منه كثيراً قبل أن تسألوه عن حبيبته التي كان يحادثها طويلاً في الهاتف.. أسألوه عن حبيبته التي كان يسمعها قبل قليل الكثير من الغزل ويسيل عليها الوافر من الشجن ويردد على مسمعها «سأحبك إلى الأبد».. سيجيبكم بدون تردد: «إنها حبيبتي»، لذلك أسألوه مجدداً «هل هي زوجة المستقبل؟» اسألوه ثم انظروا إلى الدهشة التي علت وجهه وحاجبيه لانه لم يفكر بها يوماً كزوجة بل كحبيبة فقط، فالحب عند الشباب اليوم ليس للزواج.. بل هو لمجرد الحب، ولا شيء غير الحب!!!

«5»

لا تفتحوا أبواب قلوبكم لكل طارق باب، ولا تجعلوا أبواب قلوبكم مفتوحة على آخرها لكل عابر سبيل.. لا تحكموا على أول نبضة في قلوبكم بأنها حب، ولا تفسروا أي احساس عابر بأنه حب، فلطالما ولطالما مرت علينا مشاعر جميلة ملونة ظننا في البداية انها حب، ولكن اكتشفنا في الأخير انها فقط مشابهة للحب ولكنها ليست حباً.

«6»

«المسجات» أو الرسائل القصيرة هي وسيلة الحب في هذا الزمان، وفي نظري تعتبر المسجات مشاعر مستهلكة وأحاسيس مستعملة وكلاما في الحب مستخدماً.. مرت على الآلاف من قبلك قبل أن تصل إليك ثم ستذهب إلى الآلاف من بعدك بعد أن وصلت اليك.. لم تكتبها قلوب صادقة ولم تصنعها افئدة مخلصة.. تصل إلى الشخص منا فيرسلها بفؤاد بارد إلى من يحب قبل أن يستوعبها وربما قبل أن يقرأها، صارت في هذا الزمن وسيلة ناجحة للاصطياد وللاحتيال.. لا تعبر بتاتا عن حب خالص ولا عن عشق طاهر.. أوجدها الذئاب لاصطياد الثعالب وربما أوجدتها الثعالب لاصطياد الذئاب.. المسجات باختصار هي أحاسيس معلبة ولأنها معلبة فهي بلاشك سوف تفقد صلاحيتها ولو بعد حين.



الصدى الأخير:

زواج بلا حب.. أفضل بكثير من حب بلا زواج.. واسألوا التاريخ.