(((عاشقة الجبل)))










نزلت مسرعة كريم ٍ أطلق في الفلاة , بل كفراشة حملت بين أغصان من الورد وعندما فتحت تلك الباقة رفرفت بجناحيها نحو الحرية ... تسلقت ذلك الجبل الصغير .... أرتفعت الى قمته . كانت تربط شعرها بمنديل أصفر وعندما أستقرت في مكانها أطلقت ذلك الليل البهيم ليعانق النسيم القادم من الغرب ..... أفترشت منديلها وأحاطت بذراعيها على ساقيها وأخذت تبحر بناظريها خلف تلك التلال الصغيرة ؟؟ ساعتين وهي ما زالت على تلك الهيئة ؟؟؟ هناك أكثر من طفل ٍ يدور حولها وصيحات تتعالى دون مجيب ؟؟!! إسئلة تدور في ذهنها ؟؟؟ كيف سيكون معدلي في السنة النهائية من المرحلة الثانوية ؟؟؟ أين ساضع رحالي عندما أدلف من باب الجامعة ؟؟ ماهي المادة التي سيكون عليها الإقبال لكي تساعدني على الإلتحاق بركب التدريس بأسرع وقت ممكن ؟؟؟ متى سيأتي من أجد معه حلاوة الروح والحياة ؟؟؟ هل سيكون كما أريد ؟؟!! هل سيكون على إستعداد أن يلبي طلباتي من كراريس وأقلام ومستلزمات كمعلمة ؟؟!! أم سينتهي به المقام الى دوامة الديون والتي أصبحت السمة البارزة للجيل الحالي ؟؟!!





قاربت الشمس على المغيب والشفق كسى ذلك الوجه بلونه وهناك من بدأ في حمل الا طباق والتي أعدت مسبقا ً للتنزه ... أبواق السيارات لها الصدى المدوي بين تلك الروابي ... وهتافات وتساؤلات هنا وهناك للبحث عنها ؟؟؟ كانت تسمع كل مايدور حولها ولكن ذراعيها وقدميها قد توقف الدم عن الجريان وأحدودب الظهر فلم تسطع النهوض فالوقت الذي أمضته وهي على تلك الحالة جعلها كذلك ...

سارت بخطى متثاقلة ... تجر ورائها أحلام لم تكتمل ... وخطوات متعثرة ... وشعور غريب كاد أن يجعل منها أسطورة غير مقروئة ..





أستقرت مع أخواتها على المقعد الخلفي ... أتهامات توجه اليها ... إسئلة تدور حول عدم مساعدتهن في إعداد الوجبة على الرغم من عدم تناولها الطعام معهن ؟؟؟ صوت قادم من الأمام ... دعوها ... فستكون كل الأواني من نصيبها عندما نعود الى البيت ... فغسيلها كفيل بأن يجعلها تفكر في الطعام جيدا ً ...






صمت رهيب وتمتمات لا يفقهها أحد .... ونظرات مكسورة عبر نافذة السيارة ..... بحث هنا وهناك .... تحسست بيدها على شعرها .... فتحت حقيبتها .... بحثت عنه كثيرا فلم تجده ... خافت أن تخبر والديها عن فقدان منديلها .... الذي عندما عادت كانت الرياح وبعد أن طوت تلك الأحلام بداخله قد حذفت به ليهوي في مكان سحيق .

***************

((( النغم المهاجر / أبها

مستوحى من جبل السودة

الخميس

05/05/1427 هـ