[align=center]







ذاكَ الفتى
يُراوِدُني صَوْتُهُ اْلُمخْمَلِيُّ اْلمُسَافِرُ فَوْقَ اْلمَآذِنِ
"رَبِّ امْنَحْنِي الدِّفْءَ أَوْ الْمَنِيَّةَ"
كَأَنَّهُ لَحْنُ شَجَنٍ هَارِبٍ مِنْ مَوَاويلِ الْبَنَفْسَجِ
أَوْ راهِبٌ صُوفِيٌّ نَبَذُوهُ حَتَّى بَلَغَ قِمَّةَ الصَّقِيعِ
يقولُ:
"رَبِّ امْنَحْنِي الدِّفْءَ أَوْ هَبْنِي اْلمَنِيَّةَ"



يُشْبِهُني كَثِيراً
حِينَ يَحْكِيْ
"كُنَّا صِبْيَةً تَنْمُوْ فِيْ أَضْلَاْعِهِم أَحْلَاْمٌ حَاْكَتْهَاْ كَاهِنَةُ اْلقَرْيَة
مِنْ أَسمَالِ اْلوَهْمِ وَ بَاعَتْهُمْ إِيَّاهَا
نَلْتَحِفُ التُّرابَ وَ حُزْنَ الْبَلْدَةِ وَ نُقْسِمُ أَلْفَ يَمِيْنٍ أََنَّ المَطَرَ دُمُوعُ يَتَامَى
مِثْلِي وَمثلكِ.
وَ عِنْدَمَا أُشَبِِّهُهُ بِالْبَحْرِ أَوْ بِاْلقَمَرِ
يَهْمِسُ:
"عَرَفَنَا الْبَحْرُ فَلا تَأْمَنِيهْ
صَفَحَاتُهُ أَكْفَانٌ وَ شُطْآ ُ تَنْفُثُ أَجْسَادَاً خَاوِيَةً
الْبَحْرُ يَخْفِرُ دَائِمَاً عَهْدَ رَاكِبِيْه
يَخْفِرُ دَائِماً"




يَهِيمُ
يَشُقُّ صَدْرَهُ لِلْسَمَاءِ كَمَنْ يَلْتَقِفُ النُّبُوْءَةَ
يَصْرُخُ:
"مَتَى تَسْتَجِيْبُ الْأَرْضُ لِنِدَاءَاتِيْ؟"



ذَاكَ اْلفَتَىْ
يَبْزُغُ تَمَامَاً قُبَيْلَ الْغَسَقِ
يُفَاوِضُ الْمَوْتَ بِلَهْجَةٍ هَازِئَةٍ
"زُرْنَا مَرَّةً وَاحِدَةً
وَكَفَىْ....!"
ثُمَّ يُطْلِقُ ضِحْكَةً لَيْلَكِيَّةً
أُنَاشِدُ اللهَ أَà 1اّ تَطُولْ
كَيْ لا يَزْدَادَ فِي عُمُرِيَ الْكَثِيْرُ
يَقُوْلُ:
"يُبَاغِتُنَا الْمَوْتُ بَيْنَ حِيْنٍ وَ آخَر
كَيْ يَضْمَنَ أَنَّنَا تُعَسَاءُ
أَكْثَرَ مِمَّا يَجِب .."
وَ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَ نَفْسِيْ مَا طَعْمُ الْبُكَاءِ بَيْنَ يَدَيْه
يَلْمَعُ الدَّمْعُ فِيْ مُقْلَتَيْه
يَقُوْلُ:
"عَسِيْرٌ أَنَّ نَحْيَا وَ سَهْلٌ أَنْ نَمُوتْ.."

[/align]