حيث الطبيعة الخلابة بين الجبال والخضرة ومزارع النخيل الوارفة وبعد طريق طويل يمتد لأكثر من 80 كيلو متراً من الشارقة الى حتا وجدت انه لا يزال عبق التراث محوراً للبحث من قبل جيل الشباب، يبحثون عن اجدادهم وآبائهم ليخلدوا تراثهم ممثلاً في أدواتهم المنزلية البسيطة (الهبان والرحى والحصير) وأكلاتهم الشعبية جميلة الرائحة والمذاق حتى اسلحة صيدهم البري من السهم الى البندقية والمحوي مرورا بالخنجر.

أوقات راحة الأجداد بعد عناء العمل المتواصل تنقضي في استماع الشعر الشعبي الذي برعوا في حدائه رعاية لإبلهم وخيولهم أو تسجيله في اسطوانة يستمعون لها على الفونوجراف.

تراث الأجداد يخلده الأحفاد اليوم في أمسية بين خيمة حوائطها وأرضيتها من سعف وجريد النخيل علقت في اركانها ما استطاعت حمله من الماضي، وفي مقدمة الخيمة وضعت هياكل طبق الأصل لأدوات الري وقرب الماء المختلفة.

أقام الاحفاد مع هذه التهيئة المكانية تهيئة اخرى زمانية حيث القصائد والأشعار الشعبية بصوت الجيل السابق من الكبار والجيل الحالي من الشباب من آل الشريف أعقبه أربعة عروض منها عرضان لليولة وآخران للعبة الحربية بالعدل بين كبار وصغار اللاعبين، أما الأطفال فأعادوا الى الذهن بساطة ألعاب الأجداد بعيداً عن احدث ألعاب الفيديو جيم فقدموا لنا “مديسوه” التي انتزعت ضحكات الكبار في متابعة اللعبة تقوم على ان يختبئ الفريق فيما يبحث عنهم واحد منهم حتى يمسك بأحدهم ثم يبدأ الممسوك في لعبة جديدة والبحث عن المختبئين.

اشترى الاحفاد المشغولات اليدوية والقطع الأثرية القديمة معظم ادوات حرف ومهن الأجداد التراثية إلا أنهم أكدوا انهم عثروا بالفعل على آثار قالوا انها تعود تاريخيا الى العصر الروماني.

أجيال تخلد أجيالاً هو شعار اليوم المفتوح الأول والأمسية الثقافية التي احيتها جمعية حتا للثقافة والفنون الشعبية في اطار حملة لتنشيط مختلف الفعاليات للاهتمام بحتا جميلة الأجواء والخالية من الرطوبة.
.