السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بعض الحكايات الطريفة التي تحمل في طياتها عبر وهي حكايات قصيره وأحببت أن أسرد لكم بعضها...
((لا أرضـاها لــك))
خطب رجلٌ إلى ابن عبّاس يتيمةً يربّيها عنده، فقال ابن عباس: لا أرضاها لك. قال: ولـِمَ، وفي حـِجْرِك نَشـَأَتْ؟ قال: لأنها تتطلـّع إلى الرجال وتنظر. قال الرجل: لا أرى في ذلك عيبًا. فقال ابن عباس: الآن لا أرضاك لها. من كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة.
((أحمد بن طولون والصيّاد))
ركب أحمد بن طولون فاجتاز بشاطئ النيل فوجد عنده شيخًا صيادًا عليه ثوب خلق لا يواريه، ومعه صبي في مثل حاله من العُرْي وقد رمى الشبكة في البحر. فرثى لهما أحمد بن طولون، وقال لنسيم الخادم: يا نسيم، ادفع إلى هذا الصياد عشرين دينارًا. ثم رجع ابن طولون عن الجهة التي كان قصدها واجتاز بموضع الصياد فوجده ملقى على الأرض وقد فارق الدنيا والصبي يبكي ويصيح. فظن ابن طولون أن شخصًا قتله وأخذ الدنانير منه. فوقف بنفسه عليه وسأل الصبي عن خبره فقال الصبي: هذا الرجل ـ وأشار إلى نسيم الخادم ـ وضع في يد أبي شيئا ومضى، فلم يزل أبي يقلبه من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه حتى سقط ميتًا. فقال ابن طولون لغلمانه: فتشوا الشيخ. ففتشوه فوجدوا الدنانير معه. وأراد ابن طولون الصبي على أن يقبض دنانير أبيه إليه فأبى، وقال: أخاف أن تقتلني كما قتلت أبي. فقال أحمد بن طولون لمن معه: الحق معه، فالغِنَى يحتاج إلى تدريج وإلا قَتَل صاحبَه. من كتاب "سيرة أحمد بن طولون" لابن الدَّاية.
((كَـمْ عِنـدك؟))
قال رجل لإبراهيم بن أدهم الزّاهد: يا أبا إسحاق، أُحِبُّ أن تقبل مني هذه الجُبَّة كُسْوَةً. قال إبراهيم: إن كنت غنياً قبِلتُها منك، وإن كنت فقيراً لم أقبلْها. قال: فإني غنيّ. قال: كم عندك؟ قال: ألفان. قال: فَيَسُرُّك أن تكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: أنت فقير، لا أقبلُها. من كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة.
((مرحبـاً بـك))
عن أنس رضي الله عنه قال: أرسل الفقراء رسولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رسول الفقراء إليك، فقال النبي صلوات الله عليه: مرحباً بك وبمن جئتَ من عندهم، جئت من عند قوم أحبهم، فقال: إن الفقراء يقولون لك، ذهب الأغنياء بالخير كله، يحجون ولا نقدر أن نحج، وإذا مرضوا، بعثوا بفضل أموالهم ذخيرة لهم، فقال الرسول: بلغ الفقراء عني، أن لمن صبر واحتسب ثلاث خصال ليست للأغنياء، الأولى أن في الجنة غرفاً من ياقوت أحمر، ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الدنيا إلى النجوم في السماء، لا يدخلها إلا نبي فقير، أو مؤمن فقير، أو شهيد فقير، الثانية يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمسمائة عام، الثالثة إذا قال الغني: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، وقال الفقير مثل ذلك، لم يلحق الغنيُ الفقير، وإن أنفق معها عشرة آلاف درهم، فرجع الرسول إليهم بذلك فقالوا: رضينا ربنا رضينا.
مواقع النشر (المفضلة)