تبدو الدراجة العادية والدراجة البخارية على عتبة ثورة تكنولوجية قد تضعها في خانة وسائل المواصلات الرئيسية في القرن الحادي والعشرين.
الاهتمام المتجدد بهذه الوسيلة العملية للمواصلات يأتي اليوم من مؤسستين المانيتين قادرتين على اطلاق التحول التقني المطلوب في صناعة الدراجات :شركة فولكسفاغن لصناعة السيارات في فولسبورغ وشركة ماستر فليكس في غيلسن كرشن.

شركة فولكسفاغن تعمل على طرح فكرة جديدة تماما لدراجة بخارية في تصميم مكون من ثلاث عجلات في اعقاب ابتكار فريق «مونريكر» ومركز تصميمات فولكسفاغن في كاليفورنيا طراز «جي.إكس3» الذي يعد أقرب إلى الدراجة البخارية منه إلى السيارة. حيث كان السوق الأميركي في ذهنهما بشكل أساسي.

والسيارة ـ الدراجة الجديدة، التي تقول الشركة انها معدة، بالدرجة الاولى، لتلبية احتياجات السوق الاميركية، تتسع لراكبين وتعتبر محابية للبيئة. وهذه السيارة ـ الدراجة تعمل بمحرك سعته 1.6 لتر وقوته 82 كيلووات/ 125 حصان وتزيد سرعتها من الصفر إلى 100 كيلومتر/ساعة في 5.7 ثانية فقط.

ويتميز طراز «جي. أكس3» بعجلات أمامية مفتوحة ونهايات من مادة المت المطفي (خليط معدني من النحاس والرصاص والنيكل). أما كابينة القائد فهي مزودة بمعدات للسباق ذات خمس سرعات ومكونات تشبه الدراجة وناقل حركة لا يصدأ على غرار الناقل المجهزة به السيارات القوية.وأهم ما يميز السيارة الجديدة هو أنها مزودة بعجلة واحدة كبيرة سوداء في المؤخرة مقاس 18ـ 12 ذات إطار مطاطي مقاسه 315.

ويتكون الجسم الاساسي للسيارة من هيكل ثلاثي الابعاد مصنوع من الصلب عالي الكثافة ومقاوم للطي فيما تم تصنيع الالواح المبطنة للاجزاء الداخلية والخارجية للهيكل من الفيبرغلاس عالي الكثافة. ويوجد صندوق سعته 80 لترا خلف المقاعد.

وتقول فولكسفاجن إن السيارة «جي.إكس3» ستعرض بسعر بحدود الـ 17 ألف دولارا.

وبدورها، وعلى بعد أمتار قليلة من استاد «جيلسن كيرشن» الذي يستضيف بعض مباريات كأس العالم المقبلة،تعملشركة «ماستر فليكس»على تطوير ما تصفه بـ «محركات المستقبل»، إذ تسعى الشركة، من خلال «خلية وقود صغيرة» يتم تركيبها في الدارجات العادية أو الدراجات ذات العجلات الثلاث، إلى تحويل هذه الوسيلة التقليدية إلى وسيلة انتقال حديثة.

وفيما تؤكد شركة «ماستر فليكس» انها تلقت عددا من الطلبيات من الصين وبعض دول أوروبا تشير إلى أنه سيتم تجربة أول دراجة تعمل بخلايا الوقود في ربيع العام المقبل.

ويؤكد احد مسؤولي الشركة أن «خلايا الوقود» التي يجري العمل على تطويرها حاليا، تمت تجربتها بالفعل عام 2003 في طائرات الايرباص من طراز «إيه 380» مشيرا إلى أن هذه التقنية صديقة للبيئة وانها تستخدم في محركات الغواصات وغيرها.

وتجدر الاشارة إلى أن النظرية الاساسية لخلايا الوقود تم اكتشافها منذ ما يزيد على 160 عاما عبر تحول الهيدروجين من خلال عمليات كيميائية معينة إلى حرارة وكهرباء. وهذه العملية تنتج ماء ولا تنتج أي مواد ملوثة. وبينما اهتمت الشركات الكبرى منذ وقت بعيد بتطوير خلايا الوقود لاستخدامها في المركبات وسيارات النقل رأت شركة «ماستر فليكس» أن الدراجات هي أنسب وسائل النقل لاستخدام هذه التقنية.ولذلك أولت الشركة اهتماما خاصا بنوعية الدراجات التي تستخدم فيها هذه التقنية ووقع اختيارها أخيرا على شركة «سويسبيه» السويسرية للدراجات على امل أن تصبح خلية الوقود في المستقبل أحد الاجزاء الرئيسية في الدراجة مثل الكرسي والجرس.

تقول الشركة ان سرعة الدراجة الحديثة تبلغ 25 كيلومترا في الساعة ويتراوح مداها من 120 إلى 250 كيلومترا (تبعا للطراز) وهي توفر بذلك الوقت والجهد وتبدد خوف السائق من العرق الذي قد يتكون تحت إبطه نتيجة الجهد العضلي. وإذا كان من غير «اللائق»، في نظر الكثيرين في ألمانيا أن يمتطي رئيس شركة كبرى الدراجة للذهاب الى العمل، فإن هذه النظرة ستكون مرشحة للزوال في حال معرفة انها لن تكون وسيلة انتقال رخيصة بعد طرح دراجات تعمل بخلايا الوقود يصل ثمنها الى عدة آلاف يورو. وتنوي الشركة طرح الدراجات الحديثة خلال بطولة كأس العالم كنوع من الدعاية. وتجدر الاشارة إلى أن مبيعات «ماستر فليكس» تبلغ نحو 76 مليون يورو (91 مليون دولار) سنويا وتمثل التقنيات الطبية وشبكات خراطيم المياه الحديثة بالاضافة إلى خلايا الوقود أهم المجالات التي تعمل فيها الشركة.