:23ar: أتلفت حولي ومن زمن فلا أري سوي الرصاص الأمريكي في يد الجندي الإسرائيلي يقتل به الأطفال العرب.. ولا يهتز رمش أو ضمير. أو حتي كلمات لا معني لها. وإنما نسمع التحريض ونشهده ويقولون انهم أصدقاء يعشقون الديمقراطية والإصلاح ويتدخلون لصالح الشعوب والمستقبل.. ويطلبون من الحكام أن يسمعوا الكلام. بل ويكونوا جزءا من خططهم.
ولقد وصلت الاستهانة بكل شيء أن سمحت أمريكا وباركت الحملة العسكرية ضد المدنيين الأبرياء في غزة.. ومن أجل اختطاف جندي إسرائيلي واحد تجري حوله مفاوضات مثل تبادله مع آلاف الأسري المعذبين من سنوات في سجون إسرائيل. قصفت المدافع والطائرات من البر والجو والبحر فقراء فلسطين تقتلهم بغير رحمة وتحاصرهم لعلهم يموتون جوعا.. ومازال القتل مستمرا يوميا.
ولم يكن مفاجئا أو جديدا أن ترفع واشنطن سلاح "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع اصدار قرار "شفوي" يدعو لوقف القصف العشوائي بنية مبيتة لإبادة الفلسطينيين. وافقت معظم الدول. فلم تجد أمريكا أمامها الا "الفيتو" منتهي التحدي والإصرار وعدم المبالاة بأصدقائها العرب أو حتي لإنقاذ أرواح من لا حول لهم أو قوة.
أليس "الفيتو" شاهدا أكيدا علي الموقف الأمريكي.. ألا يعني ذلك أن واشنطن شريكة ومحرضة علي العدوان.. وهل هناك من يصدق أن الكبير في واشنطن لايقدر علي تابعه في تل أبيب ولو أنه حقا أمره أو أبدي معارضته لتوقف القتل في الحال. أو اتخذ الانتقام أشكالا أخري؟!
ثم العربدة في سماء لبنان. وهو البلد الذي توافق أمريكا علي سياسته وتدعم - علي رأيها - ديمقراطيته بعد أن ساعدته وشجعته علي التخلص من سوريا.. عندما قامت إسرائيل بغزوه لم تتردد حكومة واشنطن في الوقوف إلي جانب طائرات العدوان.
بعد كل هذا نقول حوار استراتيجي مع الأصدقاء؟!
مواقع النشر (المفضلة)