مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 12

الموضوع: البراء بن مالك فاتح "حديقة الموت"

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Love البراء بن مالك فاتح "حديقة الموت"

    كان أنس بن مالك من أكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد عاش في كنف النبي خادماً مطيعاً وتلميذاً نابهاً ومبلغاً أميناً وراوية ثقة، فقد كان ذا نفس صافية وأذن واعية ولسان لا ينطق إلا بالحق.

    وقد وهبته أمه “أم سليم” للنبي صلى الله عليه وسلم حين ذهبت إليه وهو في العاشرة من عمره وقالت: يا رسول الله، هذا انس غلامك يخدمك، فادع الله له.

    فاستلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله بين عينيه ودعا له دعوة بقيت تظلله بالخير والبركة طوال حياته حيث قال:

    “اللهم أكثر ماله وولده وبارك له وأدخله الجنة”.

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحنو عليه ويبعث به في مصالحه، وكان يناديه “يا بني”، وظل أنس في خدمة رسول الله عشر سنين يقول عنها أنس: “خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فوالله ما قهرني أي نهرني وأنبني ولا انتهرني ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء تركته لم تركته”؟

    وبفضل هذه الدعوة المستجابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش أنس بن مالك تسعاً وتسعين سنة، ورزقه الله الكثير من البنين والحفدة، كما أجزل عطاءه من المال، وسبحان الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وكان من بين ما رزقه الله إياه بستان وارف يحمل الفاكهة مرتين في العام.

    ولم يكن أنس بعيد النسب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم من بني النجار أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشراف الخزرج في المدينة.

    وإذا كان أنس قد عاش هذا العمر الطويل العامر بالإيمان والعطاء فإن أخاه البراء بن مالك قد نال الشهادة في إحدى معارك الفتوحات الإسلامية، وكان الأخوان قد عاشا حياتهما معا في سبيل الله ولم يتخلفا عن موقعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن معركة دعيا إليها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكانا في كثير من المعارك التي شاركا فيها متقاربين ومتلازمين يشد كل منهما أزر أخيه.


    الله.. والجنة

    كان البراء بن مالك يقبل بكل جسارة على المشاركة في الغزوات والمواقع وكأنه احترف القتال وتعاقد مع الجهاد وطلب الشهادة ولا شيء غيرها، ولم يكن هذا غريباً على رجل كان شعاره في الحياة وفي الحرب والسلم “الله.. والجنة” فقد كان يبغي وجه الله ويتمنى أن ينال الشهادة حتى يدخل الجنة.

    وكان في حياته ضعيفا متواضعا ولكنه في ميادين القتال كان أسدا هصورا لا يهاب الموت، فذات يوم ذهب إخوانه يعودونه فقرأ في وجوههم ثم قال:

    “لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي، لا والله لن يحرمني ربي الشهادة”.

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه “رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبره: منهم البراء بن مالك” وكان لابد أن يأتي يوم يتحقق فيه هذا الحديث النبوي الشريف وتنطبق فيه هذه النبوءة، فيدعو البراء بن مالك ربه عز وجل وتأتي الإجابة فورية عاجلة محققة النصر للإسلام والعزة للمسلمين.

    في معركة اليمامة التي كانت فاصلة وحاسمة في القضاء على فتنة الردة وادعاء النبوة، بادر البراء بالانضمام إلى جيش المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد، تماما مثلما فعل كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين هبوا للدفاع عن دينهم منتصرين لقول الله عز وجل: “ولينصرن الله من ينصره” (الحج: 40)، وقوله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” (محمد: 7).

    اندفع المسلمون الصادقون في مواجهة عاتية مع قوى الكفر والضلال بقيادة مسيلمة الكذاب مدعي النبوة، واحتدمت المعركة وسقط القتلى والجرحى من الجانبين، ولاح في الأفق أن كفة الحرب تميل لمصلحة جيش المرتدين، فدب الخوف في قلوب بعض المسلمين وكادت أن تتفرق صفوفهم، وأدرك قادتهم مقدار الخطر الذي يتهدد دينهم وأمتهم في حاضرها ومستقبلها، فاستنفروا خطباءهم وشعراءهم يستنهضون همم المقاتلين ويذكرونهم بوعد الله بنصر عباده المسلمين.

    ونادى خالد بن الوليد البراء بن مالك قائلا: تكلم يا براء.

    وكان البراء بن مالك جميل الصوت عالي النبرة، فهتف بإخوانه من الأنصار: يا أهل المدينة: لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله والجنة.

    وكان لكلمات البراء وغيره من قادة الجند أثرها السحري في نفوس المقاتلين الذين تسابقوا لقتال المرتدين. ولم يكتف البراء بهذا، بل قرن القول بالعمل وتقدم بكل جسارة واندفع إخوانه لا يلوون على شيء سوى النصر أو الشهادة، فبدأت جموع المرتدين تتراجع وجموع المؤمنين الموحدين تتقدم وتتلاحم وتستعيد زمام المبادرة والثقة والنصر.

    واحتمى جنود الكفر في حديقة ذات حائط “سور” مرتفع سميت فيما بعد “حديقة الموت”، وهنا تبدت شجاعة البراء بن مالك واستعداده للتضحية، فقد نقل ابن الجوزي أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فجلس البراء بن مالك على ترس وقال: ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم.

    ولم ينتظر أن يفعلوا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح بابها مما مكن جنود الإسلام من أن يقتحموا الحديقة “فأدركوه وقد قتل منهم أي من المشركين عشرة” (خير الدين الزركلي: الأعلام 2/47).

    شجاعة مذهلة

    وعاد جيش المسلمين إلى المدينة وقد كتب الله سبحانه له النصر وتمكن من إخماد الفتنة في معركة اليمامة الفاصلة، وكان نصيب البراء بن مالك من هذه الموقعة الفاصلة بضعة وثمانين جرحا من الضربات التي تلقاها، واحتاج علاجه إلى أكثر من شهر، واشرف خالد بن الوليد بنفسه على تمريضه حتى شفي من جراحه وعاد سيرته الأولى يتشوق إلى معركة جديدة في سبيل الله.

    وكان تشوقه للقتال وإقدامه على لقاء الأعداء سببا في أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عماله على الأمصار يقول: “لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين بأنه مهلكة يقدم بهم”.

    ولم يكن ذلك عن كراهة أو عدم ثقة بل كان السبب هو الخشية من قوة اندفاعه على من معه من جنود الإسلام.

    وفي إحدى المواجهات مع الفرس في العراق لجأ الفرس في قتالهم إلى كل وحشية دنيئة يستطيعونها، فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ينزلونها من حصونهم فيعلق بها من تناله من المسلمين فلا يستطيعون منها فكاكا، وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل إليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون، ولكن احد هذه الكلاليب سقط فجأة فتعلق بأنس ولم يستطع انس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه إذ كانت تتوهج لهبا ونارا.

    وأبصر البراء المشهد فأسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحماة تصعد به على سطح جدار الحصن، وقبض السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها ونجا أنس.

    وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما، فلقد ذهب كل ما فيهما من لحم وبقي هيكلهما العظمي مسمرا محترقا، وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى برئ (خالد محمد خالد: رجال حول الرسول، دار المقطم للنشر والتوزيع ص 76).

    رجل بمائة

    وما كاد البراء بن مالك يبرأ مما لحق به حتى دعا داعي الجهاد من جديد وجاءت معركة لتكون إحدى المواقع الفاصلة في الحرب بين المسلمين وجيوش الفرس، فقد احتشد أهل الأهواز والفرس وجمعوا جندا كثيفا مدججا بالسلاح.

    وكتب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص في الكوفة ليرسل جيشاً إلى الأهواز، وكتب إلى أبي موسى الأشعري في البصرة ليرسل جيشا إلى الأهواز، وقال في رسالته لأبي موسى الأشعري: “اجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكن معه البراء بن مالك”، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدرك مواهب وقدرات كل من الصحابيين الجليلين فوزع بينهما المهام والمسؤوليات بما يضمن أفضل أداء للجيش الذي يتحملان مسؤولية قيادته.

    والتقى الجيشان القادمان من الكوفة والبصرة ليشكلا جيشا واحدا ليواجه جيش الفرس بكل عدته وعتاده، وكان من المشاهد الرائعة أن يكون البطلان المسلمان الأخوان أنس بن مالك والبراء بن مالك معا في جيش واحد، بل في موقع واحد يرفعان راية التوحيد ويشاركان في جعل كلمة الذين كفروا السفلى.

    وبدأت الحرب بالمبارزة، وبارز البراء مائة من الفرس فقتلهم واحدا بعد واحد، ثم التحمت الجيوش في قتال ضار وتساقط القتلى والجرحى من الجانبين ولكن المؤمنين الموحدين كانوا يرجون من الله ما لا يرجوه جنود الكفر.. كانوا يرجون النصر أو الشهادة أو الشهادة مع النصر.

    واقترب بعض الصحابة من البراء والقتال محتدم وقالوا له: “يا براء إن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله أن يجعلك مستجاب الدعوة فأقسم على ربك ليهزمهم وينصرنا”، ورفع البراء كفيه إلى السماء داعيا: “اللهم امنحنا أكتافهم وانصرني عليهم، وألحقني اليوم بنبيك”، ومضى رفاقه ببسالة، وقتل البراء أثناء القتال عددا آخر من جنود الفرس منهم مرزبان الزارة أحد عظماء الفرس، وأخذ سلبه وكان حوالي ثلاثين ألف درهم، وانهزم الفرس إلا أن الهرمزان رئيس الفرس الذي أسلم بعد ذلك قتل البراء فلحق بربه شهيدا.

    وهكذا عاش البراء بن مالك حياة حافلة بالعطاء منذ شارك في غزوة أحد مرورا بغزوة الخندق وباقي المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وحرب المرتدين ثم بدايات الفتح الإسلامي.

    حادي ركب الرسول

    وإلى ذلك كان البراء بن مالك من أهل الصفة، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “كم من ضعيف مستضعف لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك” (رواه الحاكم في المستدرك 3/292).

    ولكن كيف استعمل البراء هذه المكرمة التي أكرمه الله سبحانه بها؟ إن روح الفداء والتضحية في سبيل الله كانت هي السمة الغالبة على البراء، فلم يستعمل هذه المكرمة لمصلحة نفسه رغم انه كان شديدا على الكفار، وفي حصار “تستر” قتل البراء مائة سوى من قتل في غير ذلك، فحياة البراء كانت خيرا للمسلمين في مواطن الجهاد، إلا أن البراء عندما استعمل هذه المكرمة استعملها بالدعاء بنصر المسلمين على الكافرين، وأن يحظى بالشهادة: “د. فاروق بن عبد العليم: خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم انس بن مالك ط ،2003 ص 60 61).

    وكان البراء بن مالك، أسن من أخيه أنس، وكانت تربطه به عاطفة قوية إضافة إلى رابطة الإسلام، وكان كل منهما يقدم لأخيه ما عنده، فالبراء كانت الصفة الظاهرة عنده هي الشجاعة الفائقة والتضحية بنفسه في سبيل الله من دون خوف أو وجل أو تردد، وحين احتاج أنس إلى شجاعة أخيه البراء قدمها إليه مضحيا بنفسه لنجاة أخيه مما وقع فيه (المصدر السابق ص 58) والقصة التي أوردناها خير شاهد على ذلك.

    وبالمقابل كان أنس يزود أخاه بالعلم الذي يستقيه من خاتم الأنبياء والرسول صلى الله عليه وسلم.. روى الحاكم بسنده عن ثمامة بن أنس عن انس بن مالك وعبد الرزاق والطبراني عن ابن سيرين قال: استلقى البراء بن مالك على ظهره فترنم فقال له أنس: اذكر الله يا أخي، فاستوى قاعدا وقال: أي انس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة غير من شاركت في قتله؟

    ويرجع ترنم البراء الى أنه كان حسن الصوت، وكان يحدو للرجال في السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. روى الحاكم بسنده عن انس بن مالك قال: كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت، فكان يرجز لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فبينما هو يرجز إذ قارب النساء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “إياك والقوارير”، قال محمد: “كره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تسمع النساء صوته” (المستدرك 3/291).

    وبعد هذا العمر في خدمة الدعوة والعمل على نشر كلمة التوحيد ورفع راية الإسلام آن للروح الوثابة التواقة للشهادة أن تنال ما تمنت وآن للبراء بن مالك أن ينضم إلى قافلة النور قافلة الشهداء.. رضي الله عنه.

  2. #2
    ][ ..قلم جذاب.. ][


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    7,052
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    [align=center]رضي الله عنه وارضاه
    هذا هو حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ايمان قوي وتسابق لنيل الشهاده والفوز بالجنه
    يعطيك العافيه على ذكر وسرد قصة هذا الصحابي الجليل
    الله لاتحرمنا اجرهم
    واغفر لنا ولهم
    دمت في حفظ الله
    [/align]

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    اللهم آميــــــن

    دموع المطر

    ربي يجزاك كل خير

    على هذا التواجد الكريم

    يارب يكون في ميزان حسناتك

    دمتي بصحة وعافية

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    3,642
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    [align=center]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أخوي عزوز

    جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

    وفقني الله واياك ومن نحب وكل مسلم للخير
    [/align]

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    لا يفووووتك

    ربي يجزاك كل خير يالغالي

    مرورك جميل ورائع

    يارب يكون بميزان حسناتك

    دمت لمن تحب

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 09-03-2010, 04:54 AM
  2. ".".".".".".".".".".".". لعشــً‘ــآقٍ النعوٍمٍ "."."."."."."."."."."."."."."."."
    بواسطة ملكة الذوق في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 14-07-2009, 04:44 AM
  3. ":":":":":":":":":":":":":":":":مساءٍ النــً‘ــوٍرٍ ":":":":":":":":":":":":":":
    بواسطة ملكة الذوق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-02-2009, 10:09 PM
  4. شوووفوو الموظفين الاجانب """"""""""""""""""""""""""""""""""""
    بواسطة عزوز166 في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-04-2007, 05:45 PM
  5. مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-01-2007, 11:51 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •