فاحِشةُ وشهوةٌ شاذةٌ, يندَي مِن ذكرِهَا الجبِيِنُ وبِفعلِهَا تُلطخُ صفحاتُ
ومعنَي الإنسانِيةُ, وتُدمرُ مِن قُبحِهَا ودنائتِهَا المجتمعاتِ والأممُ
وتشذُ عنِ الفطرةِ السويةِ السلِيمةُ.
فاحِشةٌ ليست ولِيدةُُ هذَا الزمان ولا بِمستحدثةٍ
بل هِي مِن قدِيِم الأزمان وكُلنَا يعلمُهَا ويعلمُ قومها وما كانَ منهُم وكيفَ اشتدَ
غضبُ اللهِ عليهِم فجعلهُم أحادِيِثَ ومزقهُم كُل مُمزقٍ.
فاحشةٌ أصحابُهَا لهُم قلوُبٌ لا يفقهُوُن بِهَا ولهُم أعيُنٌ لا يبصِرُون بِهَا
ولهُم أذانٌ لا يسمعون بِهَا أولائِك كالأنعامِ بل هُم أضلُ.
إنهَا فاحِشةُ الشذوذ الجنِسي ( اللواطِ ) والعياذُ باللهِ.
واللواطُ فِي معناهُ هُو: الإتصالُ الجنسِي الشاذُ بينَ ذكرينِ قلوبُهُم مريضةٌ
وأجسادُهُم رخِيصةٌ بِرُخصِ وكبِيِرِِ فِعلتِهِم, والعياذُ بالله.
قال رسول الله : ( إنّ أخوفَ ما أخافُ على أمتي عمل قوم لوُط )
( حديث صحيح رواه الترمذي وابن ماجة )
وفِي هذَا الزمانِ الذِي ضاعت فيهِ الكثِيِرُ والكثِيِرُ مِن الأخلاقِ الحميدةِ وأحِلتَ فيهِ
الكثِيِرُ مِن المُحرماتِ وجاهرَ أهلُ الفاحشةِ بالمعصِيةِ وبالرذِيلةِ
نرى أن فاحِشةَ اللواطِ قد تفشت وتفاقمت, فعُدِمَ أصحابُهَا الضمِيِرُ وماتَ معهُ الخجلُ
والحياءُ وأصبحَ فِي طيِ النِسيانُ.
فهذَا الذِيُ يعلِنُ زاوجهُ مِمن مالَ لهُ قلبهُ وأحب
فلَم يرضَي إلا أن يقترِنَ بهِ ويقِيِمُ لزواجهِ المخزِي المرِيِضُ هذَا, الأفراحَ
والليالِي الملاحُ, متفاخِراً بنفسهِ مدافِعاً عن فعلتِهِ, حسِيبهُ اللهُ الذِي جعلنَا
خيرَ أمةٍ أخرِجت للناسِ.
وهذَا أخرٌ يتزوجُ بتلكَ المسكينةُ التِي لم مازالتَ فِي عمرِ الزهُوُرِ
تبحثُ عن السعادةِ والهنَاءِ
فما كَان منهُ إلا أن يلفُظُهَا ولَم يقتربُ مِنهَا ولا حتَي يضعُ يدهُ عليهَا, وكأنهُ ليسَ لهَا
أيُ وجودٍ, بَل أتَي بِمن يزعُمُ أنهُ رجلٌ مثلهِ يمارِسُ معهُ الرذيلةُ
واللواطُ فِي بيتِ الزوجيةِ
وما كانَت هذِهِ الزوجةُ المسكِيِنةُ إلا خادمةً وغطاءٌ يستتِرُ بهِ, هذَا الذي أذَلَ وأضاعَ
هيبةَ ومعنَي الرجالُ.
وهذَا أخرٌ يجوبُ الطرقاتِ والمُتنزهاتِ والأسواقِ
يبحثُ عن مَن يراوِدُهُ عن نفسهِ ويقدِمُ لهُ الإغرائات مِن مالٍ ومُسكِراتٍ ومُخدِراتٍ
وتمنَي واطلُب ما شِئتُ فكلهُ مجابٌ إن شاركتَهُ شذوذهُ وانحطاطِهِ ورذيلتُهُ, والعياذُ بالله.
وها نحنُ فِي كُلِ يومٍ تُطالعُنَا الصحفُ والمجلاتُ والكثِيِرُ مِن وسائِلِ الإعلامِ
بِما تقشعِرُ مِنهُ الأبدانُ مِن تخطِيِطٍ وخطفٍ وهتكٍ لأعراضِ صِبيةٍ صِغارٍ أبرياءٍ
لا ذنبَ لهُم سويَ أنهُم مطلبٌ لأوغادٍ, الدِينُ والإنسانِيةُ مِنهُم ومِن
مرضِهِم وشُذوذِهِم براءٌ.
ميوعةٌ وعُنجٌ ودلالٌ مِمن إذا نظرتَ إليهِ طننتهُ مِن معشرِ النساءِ
وإن حدقتَ النظرُ وتحققتَ, أيقنتَ أنهُ رجلٌ يتمايلُ ويتثنَي كأكثرِ النساءِ إغراءً وإثارةً.
يُشجِعُ ويدعُوا إلي فاحِشةِ اللواطِ, وبالطبعِ هُو يجدُ مَن يطلبهُ ويرغبُهُ
ولربمَا هَامَ بهِ وأحبهُ وأجلسهُ فِي البيتِ يُنفِقُ عليهِ ويصونهُ
مِن الفتنةِ ومِن الفسادِ والحُسادِ.
هذَا الذِي يحدُثُ فِي مُجتمعاتٍ مُسلِمةٍ تُميِزُ الحلال مِن الحرامِ وتقرأ كتابَ اللهِ
الذِي بينَ لنَا شدِيدُ غضبِهِ سبحانهُ وتعالَي علي قومِ لوطٍ وفعلهِم ومَا أكثرُهُ فِي هذَا الزمانِ.
وليسَت كُلُ هذِهِ المهانةُ وهذَا الرُخصُ وضياعُ القيمِ والأخلاقِ, هُو نهايةُ المطافِ
بَل أنهُ البدايةُ لعقابِ اللهِ فِي الدنيا قبلَ الأخِرة
فهَاهِي الأمراضُ الخطِيرةُ المُدمِرةُ والقاتِلةُ التِي يُصابُ بِهَا هؤلاءِ اللوطِيِون
و منها علي سبيِلِ المثالِ لا الحصر
فيروس السايتوميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج, التهابات الشرج
الجرثومية, التهاب الكبد الفيروسي, الديدان المعوية, وبالطبعِ مرض الأيدز
والكثِيِرُ مِن الأمراضِ التِي لا يسعُنَا أن نذكُرهَا ونُوضِحُ مدَي خطورتِهَا, والعياذُ بالله.
ولئن سُئلنَا عن عُقوبةِ وحدُ اللواطِ
لأجبنَا وقُلنَا: أن العلماء اختلفوا في حد اللواط، فقال بعضهم يُقتل الفاعل والمفعول
به كما جاء في بعض الأحاديث
وقال بعضهم: هُو كحد الزنا يُرجم أحصِن أم لم يحصن
وقيل: يُنظر أعلى بيت في القرية فيرمى منكساً ثم يتبع بالحجارة
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : ( ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه
قضى في اللواط بشيء لأن هذا لم تكن تعرفه العرب ، ولم يرفع إليه صلى الله عليه وسلم
ولكن ثبت أنه قال : (اقتلوا الفاعل والمفعول به)
وحكم به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكتب به إلى خالد بعد مشاورة الصحابة
وكان علي أشدهم في ذلكوأجمعت الصحابة على قتله ، وإن اختلفوا في كيفية القتل )
هذِهِ هِي فاحِشةُ اللواطِ التِي ندَي الجبِيِنُ مِن ذكرِهَا
وارتعدَ القلمُ وهُو يكتُبُ عنهَا ويذكُرُهَا
ولكِننا أردنَا التذكِرةُ والموعظةُ لينجُوا بنفسِهِ مَن سقطَ وانغمسَ فيهَا
و كانَ مِن أهلِهَا, والعياذُ بالله
فغرُورُ الدنياَ وشهواتِهَا وملذاتِهَا كُلهَا إلي فناءٍ وإلي تُرابٍ
ولن يبقَي لكَ إلا ما أسلفتَ لنفسِكَ, يومَ أن عصيتَ واستمرأت عظِيِمُ ظُلمِكَ لنفسِكَ.
ولكِن لا تنسَي أيهَا الرجُلُ المسلِمُ الذِي بِك يُنصرُ الإسلامُ
وإليكَ تفزعُ وتحتِمِي النساءُ
لا تنسَي أن أبواب التوبةِ مفتوحةٌ ما دُمتَ علي وجهِ البسيطةِ حيٌ تُرزقُ
وأن اللهَ هُو قابِلُ التوبِ وغافِرُ الذنبِ الرحمنُ الرحِيمُ.
نسألُ اللهَ لِمن كانَ هذَا حالهُ الهدايةُ, لأن لنَا قلوبٌ تخشَي وتخافُ أن تُؤاخذُ
بما فعلَ السُفهاءُ والظالمِيِن مِنَا
قال تعالي (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
و لا يفُوتنِي أن أذكِرُكَ أيهَا الرجلُ المُسلِمُ بقولهِ تعالَي
(الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
سبحانك اللهم وبِحمدِك * أشهدُ أن لا إله إلا أنت * أستغفِرُك وأتُوُبُ إليك
مواقع النشر (المفضلة)