المتهم: الدنيا ضاقت بي وأنا في انتظار حكم الإعدام
كان ضياء القمر ينسحب علي خجل قبل صلاة الفجر من سماء احدي قري محافظة دمياط وكان السكون يخيم علي المكان عندما خرج عدد من المزارعين متوجهين الي حقولهم وفي الطريق المحاط بالحقول شاهد أحدهم شيئاً ما علي الارض فسارع نحوه حيث اكتشف انه جثة والدماء تسيل منها بغزارة شديدة أصيب الجميع بحالة من الرعب الشديد ووقفوا واجمين الي ان استجمع احد الاشخاص شجاعته وتقدم نحو الجثة ظناً منه ان صاحبها مازال علي قيد الحياة ثم أخذ يقلب فيه يميناً ويساراً لكن دون جدوي فقد فارقت الروح الجسد الذي تحول الي جثة هامدة نسي الفلاحون حقولهم وتدافعوا نحو القتيل محاولين التعرف عليه حتي صرخ أحدهم انها جثة ممدوح حسن والذي يعمل تاجراً وبسرعة انتشر الخبر في كل أرجاء القرية فاستيقظ النائمون وعرف ابناء ممدوح ما حدث لوالدهم فأسرعوا الي مكان الحادث وقاموا بإبلاغ الشرطة فانتقل الي مكان الحادث مدير المباحث الجنائية، كانت المؤشرات الاولية تقول ان حادث القتل تم بدافع السرقة نظراً لما هو معروف عن التاجر من ثراء ولكن هذا الاستنتاج تراجع بسرعة بعد ان تبين ان نقود التاجر مازالت في حافظته وضاعف رجال الشرطة من تحرياتهم وبدأوا في سؤال أهالي العزبة والجيران وأقارب المجني عليه وسرعان ماوصلت معلومة لرجال الشرطة بأن الفترة الاخيرة شهدت خلافات كبيرة بين المجني عليه ونجله عبد السلام كما وصلت معلومات تفيد بأن عبدالسلام ابن عاق لوالده وأنه دائم الاهانة له وسط جموع الناس بسبب وبدون فتم استدعاء الابن عبدالسلام الذي أنكر ارتكابه الحادث واخذ يبكي علي والده وأكد أنه كان نائماً عند وقوع الحادث وقال ان شقيقته هناء تشهد علي ذلك وبالفعل صدقت الاخت علي كلام شقيقها.. مشيرة الي انه لم يسمع بمقتل والده الا من الجيران ولكن هذا الكلام لم يقنع رجال الشرطة الذين ضيقوا الخناق علي عبدالسلام حتي أصيب بحالة ارتباك شديد ثم انخرط في البكاء قبل ان يعترف بالحقيقة قائلاً: نشأت قصة حب قوية بيني وبين ابنة خالتي ولانني كنت أحبها بجنون فقد تعاهدت معها علي الا يفرق بيننا أحد سوي الموت وقد استمرت قصة الحب بيننا لفترة حتي قررت مؤخراً خطبتها ففرحت ورحب أهلها.
ثم أضاف عبد السلام في اعترافاته قائلاً : ذهبت الي والدي وطلبت منه ان يأتي معي الي منزل حبيبتي ولكنني فوجئت بوالدي وعلي غير المتوقع يرفض ونهرني بشدة ومع ذلك توسلت اليه وقلت له أنني لا أستطيع ان أعيش بدونها فما كان منه الا ان تعدي علي بالضرب المبرح، انصرفت من أمامه وأصابني إحباط شديد وعندما سألتني فتاتي عما ضايقني رفضت مصارحتها وطلبت منها ان تنتظر فترة، قمت خلالها بالذهاب الي أصدقاء والدي وأقاربه كي يقنعوه بموضوع الخطبة ولكنه أصر علي الرفض بحجة أنني صغير السن وانه لا يمتلك الاموال كي يساعدني علي الزواج رغم انه ثري جداً.
وفي احد الايام قررت مصارحة شقيق فتاتي بموقف والدي وقلت له انه رجل بخيل، الا ان ذلك لم يمنعني من الزواج من شقيقتك حتي لو ادي الامر الي ان اقتل والدي، واضاف عبدالسلام في اعترافاته لرجال الشرطة، رفض شقيق فتاتي فكرة القتل وطلب مني ان انتظر عسي ان يوافق والدي مع مرور الايام وبالفعل مر عام كامل ووالدي مصر علي الرفض... فقمت باقناع شقيق حبيبتي بضرورة التخلص من ابي باعتباره عقبه تقف امام سعادتي ولكنه رفض للمرة الثانية فقلت له اذا لم تقتل ابي سوف انتحر وانني سوف ادفع لك مبلغ الفي جنيه.. وهنا صمت شعبان شقيق فتاتي لفترة طويلة وفكر خلالها في هذا العرض وبعدها قال لي انه موافق وعن تفاصيل يوم الجريمة قال عبدالسلام ذهبت انا وشعبان شقيق فتاتي الي السوق وقمنا بشراء سكيناً بمبلغ 30 جنيها.. ولانني اعرف ان والدي يعود في اوقات متأخرة من الليل من عمله عبر الطريق الزراعي المجاور للمصرف، انتظرته وشعبان في الطريق الزراعي واختفينا وسط الزراعات الي ان جاءت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث ظهر والدي، فطلب مني شعبان ان اراقب الطريق واخرج هو السكين من بين طيات ملابسه واسرع تجاه ابي وقبل ان ينطق بكلمة واحدة غرس شعبان السكين في قلبه فسقط علي الارض فأخذت السكين من شعبان وانهلت بها علي والدي بعدة طعنات ظل يتوسل الينا ولكنني ظللت انهال عليه بالسكين بكل قوة في جسده حتي اغرقت دمائه الارض ولفظ انفاسه الاخيرة فتركناه وهربنا وذهبنا الي منزلنا وتوجهت للنوم وانصرف شعبان الي منزله، وشعرت بفرح شديد فقد استرحت من بخل والدي الشديد ولكن الان وبعد ان القي رجال الشرطة القبض علي خسرت كل شيء حبيبتي ووالدي واصبح مصيري السجن.. وبعد ان ادلي عبدالسلام باعترافاته تمكن رجال الشرطة من القبض علي شعبان وتمت احالتهما الي النيابة التي قررت حبسهما علي ذمة التحقيق واحالتهما الي محاكمة عاجلة بعد ان وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد.
التقت الراية بالمتهم عبدالسلام والذي قال لنا لقد ضاع كل شيء وخسرت كل شيء وانا الان في انتظار حكم الاعدام.
مواقع النشر (المفضلة)