بداية
نسمات هواء تعانق خصلات شعري
نهجيتي
واقع بعيدآ عن الخيال
السبب
لان روحي بين السماء والارض
الساعه: 11 ظهرآ
المكان : مستقر لمكوث الطائرات
انتظار
انتظرت وانتظرت في ساحة المطار
عيناي متنقلة بين
كل صورة اشاهدها أمامي
وبين عقارب ساعتي البطيئه..
فأرى..
_ فتاة تسير بكامل زينتها حورية الدنياعلى الارض تمشي.
_ عامل نظافة أرهقه كبر السن غايته الحصول على لقمة عيش
جراء تنظيف اراضي لوثت بأقدام الماره.
_ ورجل وامرآه تعانقوا الايدي مسرعين عند تلك البوابه خوفآ من ذهابها عنهم
_ وشاب مسرع بخطاه البريئه وكأنها عجلات طائرة نفاّثه يريد الوصول الى ذلك المكتب ليستفسر
هل فاته موعد سفره ام لا..؟
فعاد مكتوف الايدي
عبوس الوجه
وخطى متثاقله
وخيبة أمل رسمت على وجهه الغضب
صوت :
اعزاءنا المسافرين على الرحله رقم 503 والمتوجهه الى الرياض والتابعه لشركة الخطوط السعوديه تخبركم
ان طائرتها تتأهب للاقلاع فعلى جميع
ركابها التوجه الى بوابه رقم 7
احتضنت حقائبي
وسرت متوجهة لها
انهيت أموري
وتقلدت مصعد الطائره
واستكنت
بمقعد اخترته خصيصآ لي كون اكون على مقربة من النافذه
بعد لحظات رفرفة الطائرة بأجنحتها
واعلنت الاقلاع المسرع
الذي جعل قلبي يتصفد من مكانه
مضى الوقت واستتب الاستقرار
هنا
مضمون الحديث
ولب نهجي
وحديث حرفي
فتحت النافذه ومن خلف اللوح الزجاجي
استقر بعيناي صور السماء ومعانقة السحاب
واراضي كرتنا الارضيه
التي اصبحت كلعب صغير نحركها كيفما نشاء..
من هنا
ومن منبر الطائره
كتبت تلك الحروف..
الان روحي مصفدة بين السماء والارض
معلقة كعنقود من العنب المتدلي على تلك الارض
ومجاورة للهيب تلك الشمس
التي أخذت تتباهى بتواجد روحي
علمت لحظتها
أني قريبة من السماء
حيث رب الملكوت
وصاحب الجبروت هناك
حيث الملائكة جبريل واسرافيل
حيث آدم وحواء
وادريس وابراهيم
حيث أبــي وريـهــآم
هناك
وحيث ان ارواح الان تتسارع قد قبضها ملك الاموات
قد سبقتني بالذهاب..
ماذا لو ..؟
ماذا لو روحي نافست تلك الارواح واسرعت قبلهم..؟
ماذا لو ان روحي مرت من هذا المكان الذي اناجي به نفسي بالغد او بعد الغد..؟
ماذا لو اصبحت للنجوم مسترقة لمعتي..؟
وللمجرات مسابقة خطوتي..؟
وللقمر مخلد صورتي..
ماذا لو الارض بكتني..
والزهر فقدني..
والتوت اذواه فقدي..
والفراش اسدل اجنحته..
هنا روحي
مبهمه
معلقه
بنسمة هواء
بين السماء والارض..؟
ماذا بتلك الفتاة الجميله و عامل النظافه وذلك الشاب وتلك المرأة وزوجها
هل أحسوا بذلك الشعور..!
ام مجرد محطات مروّ بها بين السماء والارض
لم يتركوا اثر
لمرورهم سوى رذاذ عطر
او انهم غلبهم النوم
مثل من جاورني..
او التهوا بحلوى وارتشاف العصير
فعلى
متن الطائره عشت ذلك الشعور
بكيت
والدمع شق طريقه في وجنتي
والايدي لم تكف بالارتفاع
فهي قريبة لرب السماء والارض
هاتفتـاً
يارب
انت ارحم بي من تلك الشمس
وذلك القمر
واندلاء عنقود عنبي
فأرحمني
وألطف بحالي
وازرع السكينة بأراضي قلبي
كي ينبت ورد الامل غدآ عندما أستقيه بماء قرباي منك
رباه
اعدل كل صورة أمامي فلم اعد اشاهد الصور سوى معكوسه
ياتُرى هل لاني انا الان مصدفة بين السماء والارض
وعلى متن الطائره..!
انتهيت
كتبتها في الطائره
المتوجهة للرياض قبل عدة أشهر
[align=left]بقلم
روح الفراشه[/align]
مواقع النشر (المفضلة)